نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



أصدقائي الأعزاء: أزفّ إليكم بشرى صدور كتاب نقدي رصين عنوانه "النزعة الدرامية في الشعر العربي المعاصر" لصديقي العزيز الناقد العالم الدكتور أحمد كُرَيّم بلال، الذي يصدر عن "دار النابغة" مُصَدّرًا بكلمة تقديم مُعْجِبَة سَطَرَها بحروف من ذهب شيخنا الجليل الدكتور سعد مصلوح. وأصل هذا الكتاب بحث جاد نال به صاحبه جائزة مجمع اللغة العربية بالقاهرة في النقد الأدبي عام 2013، وتكونت اللجنة الفاحصة المانحة لهذه الجائزة من الأساتذة محمد فتوح أحمد، وصلاح فضل، ومحمود الربيعي، ومحمد حماسة، وشفيع السيد.
وأشهد أن الدكتور أحمد كريم، وإن لم يرني رأي العين ولم أره، ناقد من أصحاب الأقلام الرصينة في هذا العصر، يكتب كتابة نقدية عميقة معجبة واضحة في آن! وذلك في الشعر والسرد على السواء. فهو يسبر أغوار النصوص العصية على الفهم بعقل واع رشيد، ويكتب لغة ليست كلغة نقاد زماننا، فأهم سماتها الوضوح والوصول إلى المعنى من أقرب طريق دون إلغاز أو استعلاء أو تهويم في أجواء أسطورية فانتازية تضيّع على القارئ متعة النقد ولذة النص معا.
وعندي أن اللغة السمحة القريبة المأتي مع عمق الفكرة وجدة المعنى هي دليل نفس سمحة كريمة وعقل ذكي وفكر سديد وقلب سليم.
أترككم مع ملمح واحد مما سطره شيخ العربية الدكتور سعد مصلوح في تقريظ الكتاب وصاحبه؛ ففيه غناء عن كثير مما أريد قوله، يقول الشيخ حفظه الله:
"وإني لَأشهدُ أني استمتعتُ بهذا الكتاب استمتاعا بالغا لما طالعني فيه من طريف الموضوع، ورائق العبارة، وذكيّ التحليل. وأشهد أني ما رأيتُ أَثْقَبَ عينا لأغماض النص الشعري المعاصر من عين صاحبه، ولا أجْرَأَ وأجْرى على سنن النقد البصير مما تاح له من إحْكامِ الأَحْكام.
وإنك لَتُرامقُه وهو يخرج بالمسألة من حَيِّزِ الإشكال إلى حَيِّز التجلي فتَعجَبُ وتُعْجَبُ بناقدٍ بعيد مَرادِ الطَّرْف، بريئ من التصنع والكلول ومن كل عاهة تَتَخَوّنُ محاسن الإشارة أو العبارة فيه. ولعل الآية المبصرة فيما تقرأ من تحليل وتعليل وتأويل أنه فاتح لِشَهِيّة القارئ، مُحَرّض لذائقته على مراودة عوائص النص، قادحٌ لزنادِ مَلَكاته على محاورة الشاعر والناقد كليهما، وتلكم لعمري هي اللذة المضاعفة التي تجعل من العمل مناطا للمَغْبَطَةِ والمحمدة من كل قارئ منصف."

صديقي العزيز، هنيئا لك صدور كتابك، وهنيئا لك تقريظ الشيخ وحسن رأيه وجميل ثنائه، وهنيئا لنا نحن المشتغلين بهذه الصناعة الظفر بسفر عظيم القدر عالي القيمة كتب لوجه العلم والأدب والشعر؛ لا رغبة في ترقية، ولا طلبا لجائزة، ومن ثم فقد حصد الجائزة؛ وجاء دالا على عقل صاحبه حذقا وذكاء ورصانة وكياسة، وهو إن شاء الله خطوة لك راسخة على سلم الترقي والمجد الأدبي.
د. أحمد كريم بلال