نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



مشايخ الدروز في السويداء ينتفضون بوجه النظام
مالك أبو خير - now lebanon
منذ بداية الثورة السورية وحتى اليوم لم يقتنع نظام بشار الأسد أن سياسة القبضة الحديدية لن تنفع، وهو حتى اليوم مازال مصراً على مبدأ الحل العسكري والأمني، لكن الخيار العسكري لم يصل إلى محافظة السويداء منذ بداية الثورة، لكونها كانت ومازالت خارجة عن أي نطاق عمل مسلح حقيقي كما في باقي المناطق، لكنها شهدت حراكاً مدنياً قوياً كانت نهايته الاعتقال والقتل تحت التعذيب لأبناء طائفة الموحدين الدروز المعارضين الذين بقوا في الداخل.
اليوم وبعد ثلاث سنوات من عمر الثورة باتت السويداء على أبواب صدام حقيقي لا يمكن الاستهانة به. وهذه المرة ليس مع حراك مدني، وإنما مع رجال الدين أصحاب القرار الفعلي وأصحاب كلمة الفصل والقيادة الفعلية لقرار دروز سوريا بأكملهم.
رجال الدين الدروز، الذين كانت سياستهم قائمة على البقاء في الوسط، وعدم إصدار أي فتوى تسهم في قتل أهل السنة، وتحريم الصلاة على جنازة كل من يذهب للقتال خارج نطاق تواجد الموحدين الدروز، واعتماد مبدأ حماية الأرض وعدم الاعتداء على الآخرين، رغم تعرضهم لضغوط عديدة للوقوف إلى جانب هذه الفئة أو تلك، باتوا اليوم في موقع آخر.
فمنذ عدة أيام، وأثناء جمع النظام عدداً قليلاً من الموظفين في الدوائر الحكومية، وشخصيات مدنية من أبناء المحافظة المنتمين إلى حزب البعث، في خيمة أنشئت للاحتفال بإعادة ترشيح بشار الأسد للرئاسة مجدداً، قام عدد من الأشخاص الموالين للنظام، بإدخال عجوز ترتدي لباسا دينياً، وأعطوها صورة لبشار الأسد لتقف أمام كاميرات إحدى القنوات التابعة للنظام، ضمن مسلسل يظهر رجال الدين بمظهر الموالي للنظام. فما كان من رجال الدين المتواجدين بالقرب من تلك الخيمة سوى التدخل، وإنزال الصورة وإجبار المحتفلين على وقف الاحتفال. وحصل صدام مع رجال الأمن المتواجدين وأجبروا على وقف هذه المهزلة التي اعتاد النظام القيام بها وإزالة الخيمة وإلغاء الاحتفال.
ردة فعل النظام لم تحصل فور حصول الحادثة، إنما جاءت بعد عدة أيام، حيث اعتقل أحد فروع الأمن أول رجل دين من السويداء ويدعى لورانس سلام كان مشاركاً في وقف الاحتفال المذكور. وهي خطوة اعتبرها احد رجال الدين الدروز في تصريح لـNOW - طلب عدم ذكر اسمه – بالخطيرة، والتي ستؤدي حتماً إلى صراع سيتطور حتماً إلى نزاع مسلح، سيكون رجال الدين الدروز رأس حربة فيه، ما لم يتم الإفراج عنه فوراً.
واعتبر رجل الدين ان ذلك "سيُخرج السويداء حينها من معادلة المنطقة الآمنة لكل اللاجئين السوريين، وستدخل في حرب مفتوحة مع النظام. فرجال الدين إن أعلنوا الحرب على النظام، فإن كل بندقية موجودة في السويداء ستخرج للقتال إلى جانبهم، حتى لو كانت هذا البندقية موالية للنظام حتى النخاع".
وقد أطلق سراح الشيخ لورانس سلام فعلاً، نظراً لعدم قدرة النظام السوري على فتح جبهة جديدة عليه، تمهد لفرض سيطرة رجال الدين في المحافظة على كافة مفاصل الأمور، والتي ترى غالبية أهل السويداء أنهم (رجال الدين) الأقدر على حفظ الأمن وإقامة علاقة جيدة مع كل المحيط من دون أي نزاعات طائفية.
https://now.mmedia.me/lb/ar/nowspeci...B8%D8%A7%D9%85


فيصل القاسم