اوباما يكرر في سوريا اكذوبة بوش في العراق.
كاميرون نسخة طبق الاصل عن مجرم الحرب بلير.
امريكا و بريطانبا وفرنسا دول استعمارية حقيرة.
الهدف من اكذوبة الكيماوي والارهاب اضعاف سوريا و تصفية قضية فلسطين.

بوش وانتشار العداء للولايات المتحدة


بوش وانتشار العداء للولايات المتحدة

د. غازي حسين

كانت أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك فرصة ذهبية لإسرائيل ويهود الإدارة الأمريكية والمحافظين الجدد، لاستغلالها وحمل إدارة بوش على إعلان الحرب العالمية (الصليبية) على العرب والمسلمين، وعلى الإسلام باسم مكافحة الإرهاب، وبمشاركة السعودية وبعض دول الخليج فيها.
ويعتقد العديد من المحللين السياسيين الأمريكيين، ومنهم اريك مارغوليس بأن الليكود ورئيسه شارون، والليكوديين في إدارة بوش والايباك حملوا الرئيس الأمريكي على إشعال الحرب نتيجة لتقارب آراء الليكود مع المحافظين الجدد وجراء التعاون الوثيق بين بوش وشارون والتحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
ويأتي الليكودي ريتشارد بيرل (أمير الظلام) واليهودي ولفوفيتس نائب وزير الدفاع الأمريكي والأرعن جون بولتون في طليعتهم، وجميعهم يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، ونجحوا بمزج المصالح الإسرائيلية بالمصالح الأمريكية، فالحرب العدوانية على العراق حرب أمريكية من أجل النفط وإسرائيل، ومحاربة العروبة والإسلام، والقضاء على النظم القومية في الوطن العربي، وقد أشعلت الولايات المتحدة الحرب العدوانية على العراق باستغلال مجلس الأمن الدولي، وبأكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وأكذوبة علاقته مع تنظيم القاعدة.
وعندما انكشفت الأكاذيب الأمريكية على الملأ، أصبح الهدف الأمريكي المعلن من الحرب هو نشر الديمقراطية في العراق، وفي بقية البلدان العربية لإقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ابتكره دهاقنة الاستعمار الاستيطاني اليهودي، وعلى رأسهم سفاح قانا شمعون بيريز، وباستبدال إسرائيل الكبرى الجغرافية بإسرائيل العظمى الاقتصادية لحل أزماتها الاقتصادية عن طريق هرولة بعض حكام الخليج بتطبيع علاقاتهم مع العدو الصهيوني.
إن الإسلام كعقيدة وحضارة وثقافة والعرب والمسلمين والثروات العربية، وفي طليعتها النفط ومنابعه وأمواله وأسواقه، وقضية فلسطين والقدس هم المستهدفون من الحروب التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل بدعم وتأييد اليهودية العالمية والدول الغربية، وممن أسمتهم رايس بالمعتدلين العرب.
قرار الحرب قبل تفجيرات 11 أيلول
نظَّر مفكرون وسياسيون أمريكيون لصراع الحضارات وإعلان الحرب العالمية على الإسلام بعد القضاء على الشيوعية لفرض الهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط الكبير، وقررت الولايات المتحدة في نهاية عهد الرئيس ريغان وجوب أمركة العالم، وتأمين المصالح الأمريكية تنفيذاً لما توصل إليه علماء المستقبل والنخب والقيادات العسكرية والسياسية في الولايات المتحدة، وأشارت المصادر الأمريكية إلى أن بوش وضع نصب عينيه إشعال الحرب على العراق منذ اليوم الأول لتوليه الرئاسة أي قبل تفجيرات 11 أيلول لمصالح نفطية ويهودية وإنجيلية (دينية) وامبريالية، حيث استدعى وزير حربه رامسفيلد وطلب منه التحضير لغزو العراق، وأخبره بعد الحرب الأمريكية على أفغانستان «أن أفغانستان غير كافية لإدخال الخوف والرعب في قلوب العرب والمسلمين وبقية العالم، لذلك يجب أن نتوجه إلى العراق ليظل المثال عالقاً في ذاكرة الدول والحكام والناس سنوات وسنوات»، وقال لرامسفيلد: «لن نسمح لأنظمة مثل إيران والعراق وكوريا الشمالية بأن تهدد طريقة الحياة التي اخترناها لأنفسنا». وصرح كذباً وبهتاناً، كعادته في الكذب، في 14 آذار 2002 قائلاً: «لن أسمح لبلد مثل العراق أن يهدد مستقبلنا المباشر وغير المباشر عبر تطوير أسلحة الدمار الشامل».
إن الهدف الأساسي لمجرم الحرب بوش من نشر أكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقاته المزعومة مع تنظيم القاعدة، وأكذوبة شراء اليورانيوم من النيجر لاستغلال هذه الأكذوبة، واستغلال مجلس الأمن لتنفيذ مخطط أمريكي- صهيوني لتركيع العرب وإذلالهم ونهب ثرواتهم، وفي طليعتها النفط وفرض الهيمنة عليهم، فقد كشف جيمس شليزنجر وزير الحرب الأمريكي الأسبق الهدف الأمريكي من الحرب على العراق، وقال: «إن التغيير في العراق سيحدث نقلة نوعية في الخريطة الاستراتيجية للمنطقة».
أكاذيب في مجلس الأمن
قدم الجنرال كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي، والذي قاد القوات الأمريكية لتدمير الجيش العراقي في طريق انسحابه من الكويت إلى البصرة معلومات وصوراً كاذبة إلى مجلس الأمن لحمله الموافقة على القيام بالحرب على العراق باسم الأمم المتحدة، لكن الجنرال باول أخفق في تسويق أكاذيبه إلى مجلس الأمن، ولم ينجح بإقناع أعضاء مجلس الأمن، باستثناء بريطانيا ورئيس وزرائها مجرم الحرب توني بلير.
لجأت الولايات المتحدة إلى اختلاق الأكاذيب لإعلان الحرب باسمها، ولكنها فشلت في إقناع المجلس فأعلنت بأنها ذاهبة بمفردها إلى الحرب، وأنها ستحرم الدول المعارضة للحرب من الكعكة العراقية أي من حصتها من النفط وعملية إعادة الإعمار، وأشعلت إدارة بوش الحرب على العراق في 19 آذار 2003 بعد الفشل الذريع الذي لقيته في مجلس الأمن.
أكدت الصحف الإسرائيلية التي صدرت بعد خطاب باول في مجلس الأمن أن باول ارتكز في خطابه في مجلس الأمن على معلومات استخباراتية مهمة جداً وصلت إلى الإدارة الأمريكية عن طريق أجهزة الأمن الإسرائيلية، كما صرحت مصادر أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل، واعتبرت الصحف الإسرائيلية أن الأدلة التي قدمها باول في خطابه أدلة قاطعة تثبت تورط العراق في حيازة أسلحة الدمار الشامل، وأظهرت فرحتها العارمة بهذا الانحياز الأمريكي.
وكشف النقاب في إسرائيل في 4/12/2003 عن أن المخابرات الإسرائيلية هي التي كانت وراء إقناع أمريكا وبريطانيا بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وذلك في تقرير للجنرال الإسرائيلي بروم، ونشره معهد يافا في جامعة تل أبيب وجاء فيه: «إن المخابرات الإسرائيلية صوّرت وضعاً وهمياً، وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية أسوة بالمخابرات الأمريكية والبريطانية في الفشل».
بوش وإعلان الحرب العدوانية
مهدت الآلة الإعلامية الهائلة التي تسيطر عليها الإدارة الأمريكية سيطرة تامة إلى تقبل الرأي العام الأمريكي للأكاذيب التي أطلقتها حول العراق وأفغانستان، واتهم الرئيس بوش بن لادن بالسعي للحصول على أسلحة دمار شامل لاستخدامها ضد الولايات المتحدة، وذلك لإدخال الرعب في نفوس الأمريكيين لحملهم على تأييد حروبه العدوانية ضد العرب والمسلمين وحملاته الإعلامية والسياسية الكاذبة ضد سورية وإيران.
واتهمت الإدارة الأمريكية بعض الإسلاميين بالتورط في نشر الانتراكس (الجمرة الخبيثة) داخل الكونغرس، وفي مساء 19 آذار 2003 أعلن مجرم الحرب بوش بدء العمل العسكري ضد العراق لنزع أسلحة الدمار الشامل.
إن الدعم الأمريكي السياسي والعسكري والاقتصادي والإعلامي غير المحدود لإسرائيل، والذي لا مثيل له في العلاقات الدولية، والمشاركة الأمريكية في حروب إسرائيل العدوانية، ودفاعها عن تمسك إسرائيل باحتلال القدس والجولان، وتهويد فلسطين العربية، وتبني بوش للخرافات والأكاذيب والأطماع التوراتية والتلمودية والصهيونية في الوطن العربي من النيل إلى الفرات ولّد الكراهية للسياسة الخارجية الأمريكية لدى العرب والمسلمين والأحرار في العالم.
ويتحمل الرئيس بيل كلينتون الذي فجّر له نتنياهو فضيحة مونيكا لوينسكي مسؤولية خاصة، لأنه غرس اليهود في أهم /50/ منصباً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي، وخوّلهم تولي ملف قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني، بما فيها الملف السوداني.
ويتحمّل الرئيسان بوش وكلينتون كامل المسؤولية عن انتشار الكراهية والعداء للولايات المتحدة في المنطقة وبقية مناطق العالم، والمسؤولية أيضاً عن انتشار العنف والإرهاب، والعودة إلى شريعة الغاب في العلاقات الدولية.
بوش يهدي شارون خريطة للأراضي المقدسة تضم بابل
أهدى بوش بعد حربه العدوانية مجرم الحرب شارون خريطة للأراضي المقدسة تعود إلى عام 1678 وتشمل العديد من دول المنطقة من النيل إلى الفرات، وتضم بابل أي العراق.
وأكدت صحف العدو الصهيوني الصادرة في 30/7/2003 تسلم شارون هدية بوش، وعبر شارون فور وصوله إلى البيت الأبيض عن شكره للرئيس بوش على الخريطة التي تضم بابل إلى الأراضي المقدسة، وقال له: «يمكنني أن اؤكد لك سيدي الرئيس أن هذه الخريطة كانت ستحصل على موافقة حكومتي دون مشكلة».
تعاطف الزعماء العرب وبشكل خاص الملك السعودي مع الرئيس بوش عندما وقعت تفجيرات 11 أيلول، والذي يعتقد أن دوائر أمنية عليا في الولايات المتحدة وإسرائيل كانت تقف وراء هذه التفجيرات لاستغلالها وفرض الهيمنتين الأمريكية والصهيونية على البلدان العربية والإسلامية، وتوقع بعض المحللين العرب أن تتبع الإدارة الأمريكية سياسة أكثر عدالة تجاه قضية فلسطين والمنطقة، ولكن بوش فاجأ الجميع بإشعال الحرب على أفغانستان والعراق، مما أكد تصريح وزير ماليته بول اونيل الذي أعلن أن الرئيس بوش كان يفكر في التحرك ضد العراق منذ اليوم الأول له في منصبه.
إن الحرب العدوانية على العراق حرب من أجل النفط وتدمير العراق والإطاحة بالنظام فيه، وخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وانتهاك صارخ لمبادىء القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة وأهداف وقرارات الشرعية الدولية، وقرار غير شرعي وغير أخلاقي واستعماري موجه ضد فلسطين والعرب والمسلمين، ويهدد الأمم المتحدة بالانهيار وعودة إلى شريعة الغاب في العلاقات الدولية.
لذلك يجب تقديم بوش وبلير ورامسفيلد وولفوفيتس وبيرل وقادة الموساد إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب، أسوةً بمجرمي الحرب النازيين لتخليص العالم من جرائمهم وحروبهم العدوانية.