منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: عطوانيات 5

  1. #1

    عطوانيات 5

    “الدهاة الثلاثة” يطبخون في موسكو سيناريو جديدا لتفتيت المعارضة السورية.. واطالة عمر نظام الاسد

    عبد الباري عطوان
    تحولت موسكو في اليومين الماضيين الى مطبخ للحل السياسي المقبل في سورية الذي سيمرر عبر بوابة مؤتمر جنيف2، فقد وصلها على ظهر طائرة واحدة وزيرا خارجية سورية وايران وانخرطا مع نظيرهما الروسي سيرغي لافروف في مباحثات مغلقة لتنسيق المواقف، ووضع استراتيجية موحدة.
    نحن امام اجتماع لثلاثة “ثعالب” (لافروف، ظريف، المعلم)، يوصفون بالدهاة في ادارة الازمات، وما يتمخض عنه اجتماع ثلاثتهما، او اثنين منهما (المعلم ولافروف) دائما ما يرى النور لاحقا، ويكون اساس خريطة عمل جديدة تقلب كل ما سبقها من خرائط ومعادلات.
    وربما يفيد التذكير بأن الاجتماع الثنائي السابق الذي انعقد في موسكو بين لافروف ونظيره المعلم اسفر عن اختراق كبير في الازمة، وحال دون حدوث عدوان امريكي وشيك على سورية، من خلال قبول حكومتها، بتوصية روسية، بتفكيك اسلحتها الكيماوية، والانضمام الى معاهدة دولية لحظر هذا النوع من الاسلحة، لافروف كان مهندس الاتفاق مع جون كيري ونزع فتيل الانفجار، واحباط آمال كل المراهنين على الحل العسكري في سورية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا.
    لافروف نفسه، يقف وراء الاتفاق الجديد الذي توصل اليه اثناء اجتماعه مع كيري يوم الاثنين الماضي في باريس على هامش اجتماع منظومة “الدول النواة” لاصدقاء سورية، وينص على وقف تدريجي لاطلاق النار وتبادل اسرى بين النظام والمعارضة، وفتح ممرات انسانية لايصال المساعدات للمحاصرين والمجوعين.
    السيد المعلم كشف ظهر الجمعة، اثناء مؤتمر صحافي انه سلم نظيره الروسي لافروف خطة امنية ستنفذها حكومة بلاده في مدينة حلب تقضي بوقف اطلاق النار وتبادل “المعتقلين” في السجون السورية مقابل “مخطوفين” لدى الجماعات المسلحة.
    وكان لافتا ان يأتي هذا الاتفاق الروسي السوري الامريكي بعد هجوم كاسح شنته الجبهات السورية المعارضة المسلحة على قواعد الدولة الاسلامية في العراق والشام في مدينة سراقب في محافظة ادلب، ودفع مقاتلي الدولة الى الانسحاب باتجاه بلدة سرمين، بعد مقتل العشرات منهم وعلى رأسهم ابو البراء البلجيكي امير دولة “داعش” في المدينة الذي توعد باللجوء الى السيارات المفخخة لتصفية من يطلق عليهم اسم (صحوات الشام).
    ***
    السؤال الذي يطرح نفسه هو الآليات المتوقعة لفرض اتفاق وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى التي من المتوقع ان تكون ابرز قرارات مؤتمر جنيف المقبل، فلا نعتقد ان النظام السوري سيوافق على قرار كهذا الا اذا تيقن ان فرص نجاحه ستكون محدودة، وانه سيخلق مشكلة للطرف الآخر وبذر بذور انقسامات حادة في صفوفه.
    نشرح اكثر ونقول ان النظام يستطيع ان يأمر وحداته المقاتلة بوقف اطلاق النار من الارض والجو ويحصل على التزام كامل، ولكن هل يستطيع السيد احمد الجربا الذي يقول انه صاحب الكلمة العليا بالنسبة الى فصائل المعارضة المسلحة والسياسية، الزام الكتائب المقاتلة على الارض بوقف اطلاق النار؟
    فصائل المعارضة المسلحة كانت موحدة في الماضي على ارضية العداء لنظام الرئيس بشار الاسد والقتال لاطاحته، والآن على ارضية الرغبة باجتثاث تنظيم الدولة الاسلامية التي باتت تحتل الاولوية القصوى، ولكن ماذا لو انقسمت فيما بينها، او قامت قوات الدولة الاسلامية باختراق وقف اطلاق النار او تخريبه، فهل ستقوم بدور الشرطي، نيابة عن النظام والدول الكبرى للتصدي لها؟ نعم كل شيء جائز.
    اتفاق موسكو يحقق للمرة الاولى الاعتراف المتبادل بين النظام ومعظم فصائل المعارضة السورية المسلحة، ويضع اسس التعاون بين الجانبين على صعيد الافراج عن الاسرى، والسماح بمرور قوافل المساعدات الانسانية في الاتجاهين، وفي مواجهة الجماعات المسلحة “المارقة” و”الارهابية”.
    البداية او بالاحرى الاختبار، ستكون مدينة حلب، ثم بعد ذلك مدن اخرى مثل درعا والرقة وادلب وحمص والقائمة تطول، وهذا يعني عمليا بقاء النظام لعامين قادمين على الاقل ان لم يكن اكثر، وفي غضون هذين العامين يمكن ان تحدث تطورات مفاجئة عديدة.
    ***
    من الواضح ان النظام يراهن على الفوز في لعبة كسب الوقت، ليس لانه يجيدها بحكم كونه صاحب ابرع اكاديمياتها، وانما ايضا لان الدولتين العظميين، روسيا وامريكا، اتفقتا على ان الاطاحة به لم تعد الاولوية، وانما الجماعات الجهادية، اي ان النظام اصبح ينتمي الى المعسكر الذي يكافح “الارهاب” على الارض السورية والمنطقة بأسرها.
    في حال نجاح هذا السيناريو، اي وقف متبادل لاطلاق النار، فان هذا يعني الاعتراف بالامر الواقع وتثبيته، اي وجود دولة مركزية محاطة بـ”امارات” اسلامية تتمتع بحكم ذاتي على غرار ما يحدث في شمال العراق (كردستان)، ويظل السؤال هو من سيكون “الامير” في هذه الامارة او تلك، هل هو امير جيش المجاهدين، ام ابو محمد الجولاني امير جبهة النصرة، ام زهير علوش قائد الجبهة الاسلامية ام.. ام؟
    في اعتقادنا ان النظام السوري يراهن على هذه المسألة، وهذا ما يفسر تحذيرات جون كيري التي ادلى بها هذا الصباح من ان العالم لن يسمح لنظام الاسد بخداعه خلال مؤتمر “جنيف2″.
    الثورة بمفهومها وتعريفها المتفق عليه تبخرت، والموقف على الارض تجاوز هذه التسمية منذ عام ونصف العام تقريبا، الصراع الحالي هو صراع نفوذ، وتكريس اولي للتقسيم الجغرافي والبشري، وسورية التي نعرفها تذوي وتتغير امام اعيننا للاسف ومرشحة للتحول الى دويلات لفترة مؤقتة او دائمة اذا نجح المخطط الجديد الذي نأمل ان يفشل.

  2. #2
    عبد الباري عطوان :::المثلت السعودي الاماراتي البحريني نفذ تهديداته،كيف ستكون صورة مجلس التعاون قبل قمته المقبلة؟

    بعد اجتماع عاصف لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض شهد ملاسنات وخلافات ووجوه متجهمة،
    خرج القرار الثلاثي السعودي الاماراتي البحريني المشترك بسحب السفراء من دولة قطر بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المجلس وعدم التزامها بما تعهد به اميرها في اجتماع القمة الثلاثي في العاصمة السعودية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
    مشكلة قطر مع شقيقاتها الخليجيات الاخريات وحسب البيان الرسمي الذي تضمن سحب السفراء، وهي خطوة غير مسبوقة منذ انشاء المجلس قبل اكثر من ثلاثين عاما، تتمثل في امرين الاول هو دعم الاخوان المسلمين، والثاني قناة “الجزيرة” التي باتت لسان حالهم، والعدو الاول للسلطات المصرية التي تولت الحكم بعد انقلاب عسكري اطاح بحكم الرئيس الاخواني محمد مرسي.
    دولة قطر، وفي بيان رسمي صدر عن مجلس الوزراء، قالت ان قرار سحب السفراء “لا علاقة له بمصالح الشعوب الخليجية وامنها واستقرارها بل باختلال في المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون الخليجي”، في اشارة واضحة لمصر حيث تدعم الدول الثلاث ومعها الكويت المشير عبد الفتاح السيسي وحكومته بينما تعارضها قطر بحدة وتضع كل ثقلها المالي والاعلامي خلف حركة الاخوان المسلمين التي تعتبر الرئيس مرسي المعزول والمعتقل هو الرئيس الشرعي للبلاد.
    تحديد مصالح الشعوب الخليجية وامنها واستقرارها موضع خلاف شديد بين قطر والمثلث الجديد المعارض لها، فبينما ترى الاولى، اي قطر، ان هذه المصالح هي في الوقوف ضد السلطات المصرية الحالية التي انتزعت الحكم من رئيس منتخب، يرى المثلث السعودي الاماراتي البحريني العكس تماما، ولهذا جرى ضخ اكثر من عشرين مليار دولار لمساعدة مصر ما بعد حكم الاخوان المسلمين، وكان العاهل السعودي اول المهنئين للفريق اول عبد الفتاح السيسي وبعد دقائق من عزل الرئيس مرسي.
    ***نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الامر المؤكد ان ازمة سحب السفراء ربما تؤشر لبدء مرحلة جديدة مختلفة لمجلس التعاون الخليجي حيث بدا الانقسام واضحا، ولم يعد بالامكان العمل على اخفائه واصبح بين ثلاثة معسكرات، الاول يضم الدول الثلاث السعودية والامارات والبحرين، وهو الاكبر والاقوى ماليا وبشريا وعسكريا، والثاني يضم قطر وحدها في المقابل، اما الثالث فيضم دولتين “محايدتين”، الاولى سلطنة عمان التي قررت تخفيف حماسها لعضوية مجلس التعاون، والابتعاد التدريجي عنه بالتالي، ولهذا عارضت العملة الخليجية الموحدة، مثلما رفضت بقوة صيغة الاتحاد المطروحة من قبل السعودية، واحتفظت بعلاقات قوية مع ايران، اما الثانية اي دولة الكويت ففضلت ان لا تنحاز لاي طرف في الخلاف الحالي، وان كانت اقرب الى المثلث الآنف الذكر، ليس لانها موافقة على سياسات دولة قطر محور الازمة، وانما لانها تفضل ان تستمر في دور الوسيط لترتيب البيت الخليجي، وتقليص الخلافات خاصة ان القمة العربية ستعقد على ارضها في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وتريد موقفا خليجيا موحدا فيها.
    هذه الازمة التي تعتبر الاخطر في تاريخ مجلس التعاون، قد تؤسس لقيام الاتحاد الخليجي الفدرالي او الكونفدرالي على انقاض مجلس التعاون الحالي، وبداية الطلاق البائن بين الثلاثي السعودي الاماراتي البحريني وقطر، وربما سلطنة عمان ايضا، فالامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اطلق تصريحا لافتا للنظر يوم امس عندما قال ان الاتحاد الخليجي “سيقوم” قبل انعقاد القمة الخليجية المقبلة في كانون الاول (ديسمبر) من هذا العام.
    السؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة في الاوساط الخليجية والعربية هو عما اذا كانت الازمة الحالية ستتوقف عند خطوة سحب السفراء ام انها ستتطور الى اتخاذ اجراءات اخرى ضد دولة قطر من قبل خصومها.
    هناك طرحان في هذا الخصوص، حسب ما قاله لنا مصدر خليجي موثوق على علم ببواطن الامور:
    *الاول ان تبادر دولة قطر بايفاد مبعوثين الى الدول الخليجية الثلاث التي سحبت سفراءها، في محاولة لترطيب الاجواء، والتعهد بتنفيذ ما وعدت به في القمة الثلاثية في الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. او ان تقوم دولة الكويت بجهود دبلوماسية، مثلما فعلت دائما، لتطويق الازمة، ولكن هذا الاحتمال الثاني ضعيف لان اميرها صباح الاحمد الذي يوصف بحمامة السلام الخليجية، يتعافى حاليا من عملية جراحية اجريت له في احد المستشفيات الامريكية.
    *الثاني: ان تتخذ الدول الثلاث اجراءات اخرى اكثر خطورة، اذا لم تلتقط الدوحة الانذار المتمثل في سحب السفراء، وتلبي شروطها وتنفذ مطالبها جزئيا او كليا.
    الاحتمال الثاني قد يكون الاكثر ترجيحا في رأينا، لان دولة قطر تعتقد ان هذه الشروط “تعجيزية” لا تستطيع تلبيتها لان دعم حركة الاخوان سياسة استراتيجية تمتد جذورها لاكثر من عشرين عاما على الاقل ولا يمكن تغييرها بسهولة، ولان حاكمها الفعلي او “مرشدها الاعلى” الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، او “الامير الوالد” حسب اللقب الرسمي، رجل يتسم بالعناد ومن الصعب ان يقدم تنازلات، ويرضخ لهذه المطالب، وعلينا ان نتذكر موقفه المتحدي للمملكة العربية السعودية لدرجة خوض حرب معها بسبب تغييرها للحدود، او ما يسمى في حينها معركة “الخفوس″ في نهاية ايلول (سبتمبر) عام 1992.
    مصادر اعلامية سعودية موثوقة على صلة بالنظامين السعودي والاماراتي تحدثت عن عدة احتمالات واجراءات من بينها اغلاق الحدود البرية مع دولة قطر، وكذلك الاجواء الجوية، وممارسة ضغوط وحصارات اقتصادية في حال اصرت الاخيرة، اي قطر، على مواقفها، بل انها تحدثت ايضا، اي تلك المصادر، عن اجراءات عسكرية.
    ومن اللافت ان دولة الامارات العربية المتحدة تستضيف حاليا اعدادا كبيرة من القوات المصرية تشترك مع قواتها المسلحة في مناورات عسكرية تمتد لاسبوعين، وقالت وكالة انباء الامارات الرسمية “يأتي هذا التمرين بهدف تعزيز اواصر التعاون والعمل المشترك وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية مما يسهم في رفع القدرات العسكرية القتالية والتأهب لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، ولزيادة التنسيق بين القوات المسلحة الاماراتية والمصرية”، بينما قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية على حسابه الخاص على تويتر” ان هذه المناورة تشمل التدريب على اعمال الدفاع والهجوم على النقاط والاهداف الحيوية، وتنفيذ مناورات تكتيكية بحرية وجوية لادارة اعمال قتال مشترك بين العناصر المشاركة باستخدام الذخيرة الحية بمشاركة المقاتلات والطائرات متعددة المهام، وعدد من المدمرات والقطع البحرية وعناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات المشاركة في التدريب”.
    ***
    ربما يتبادر الى ذهن البعض ان هذه المناورات تقليدية عادية، وقد يكون الهدف هو ايران، ولكن التوقيت ربما يوحي بما هو عكس ذلك، خاصة اذا ذكرنا بان القيادة المصرية اتهمت قطر اكثر من مرة بتهديد امنها القومي، وكانت اول من سحب سفيرها من الدوحة، وردت ملياري دولار اليها بطريقة “نزقة” في رسالة واضحة بانها لا تريد اموالها ومساعداتها.
    وربما يفيد التذكير ايضا بانه ليس من قبيل الصدفة ان الدول الثلاث السعودية والامارات البحرين التي سحبت السفراء كانت شريكة في مؤامرة عسكرية عام 1995 لاطاحة والد امير قطر الحالي اي الشيخ حمد بن خليفة، واعادة والده الشيخ خليفة المعزول في حينها الى الحكم عبر تدخل عسكري، وليس صدفة ان الشيخ خليفة نقل مقره الرسمي الى فندق الانتركونتيننتال في ابو ظبي، وليس صدفة للمرة الثانية ايضا ان ضباطا مصرين كانوا مشاركين بشكل مباشر في تنفيذ خطط التدخل هذه.
    نحن لا نتمنى حربا بين الاشقاء، ولكننا نسرد وقائع مثبتة وموثقة، والتاريخ يعيد نفسه في معظم الحالات، واحيانا اسرع مما نتوقع، والعداء الفرنسي البريطاني مستمر حتى اليوم، والتقارب الالماني التركي حلفاء الحرب العالمية الاولى يتعزز اكثر، وتظل المانيا الحليف الاقوى لتركيا في الاتحاد الاوروبي، والدعم الفرنسي للموارنة في لبنان لم يهتز، وكذلك دعم البريطانيين للدروز والامثلة عديدة.
    مجلس التعاون الخليجي، وباختصار شديد، مقدم على مرحلة صعبة، وايام عصيبة، ولا نعتقد انه سيظل على الحال نفسها في العامين او الثلاثة القادمة ونأمل ان نكون مخطئين.

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    عبد الباري عطوان :::المثلت السعودي الاماراتي البحريني نفذ تهديداته،كيف ستكون صورة مجلس التعاون قبل قمته المقبلة؟

    بعد اجتماع عاصف لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض شهد ملاسنات وخلافات ووجوه متجهمة،
    خرج القرار الثلاثي السعودي الاماراتي البحريني المشترك بسحب السفراء من دولة قطر بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المجلس وعدم التزامها بما تعهد به اميرها في اجتماع القمة الثلاثي في العاصمة السعودية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
    مشكلة قطر مع شقيقاتها الخليجيات الاخريات وحسب البيان الرسمي الذي تضمن سحب السفراء، وهي خطوة غير مسبوقة منذ انشاء المجلس قبل اكثر من ثلاثين عاما، تتمثل في امرين الاول هو دعم الاخوان المسلمين، والثاني قناة “الجزيرة” التي باتت لسان حالهم، والعدو الاول للسلطات المصرية التي تولت الحكم بعد انقلاب عسكري اطاح بحكم الرئيس الاخواني محمد مرسي.
    دولة قطر، وفي بيان رسمي صدر عن مجلس الوزراء، قالت ان قرار سحب السفراء “لا علاقة له بمصالح الشعوب الخليجية وامنها واستقرارها بل باختلال في المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون الخليجي”، في اشارة واضحة لمصر حيث تدعم الدول الثلاث ومعها الكويت المشير عبد الفتاح السيسي وحكومته بينما تعارضها قطر بحدة وتضع كل ثقلها المالي والاعلامي خلف حركة الاخوان المسلمين التي تعتبر الرئيس مرسي المعزول والمعتقل هو الرئيس الشرعي للبلاد.
    تحديد مصالح الشعوب الخليجية وامنها واستقرارها موضع خلاف شديد بين قطر والمثلث الجديد المعارض لها، فبينما ترى الاولى، اي قطر، ان هذه المصالح هي في الوقوف ضد السلطات المصرية الحالية التي انتزعت الحكم من رئيس منتخب، يرى المثلث السعودي الاماراتي البحريني العكس تماما، ولهذا جرى ضخ اكثر من عشرين مليار دولار لمساعدة مصر ما بعد حكم الاخوان المسلمين، وكان العاهل السعودي اول المهنئين للفريق اول عبد الفتاح السيسي وبعد دقائق من عزل الرئيس مرسي.
    ***نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الامر المؤكد ان ازمة سحب السفراء ربما تؤشر لبدء مرحلة جديدة مختلفة لمجلس التعاون الخليجي حيث بدا الانقسام واضحا، ولم يعد بالامكان العمل على اخفائه واصبح بين ثلاثة معسكرات، الاول يضم الدول الثلاث السعودية والامارات والبحرين، وهو الاكبر والاقوى ماليا وبشريا وعسكريا، والثاني يضم قطر وحدها في المقابل، اما الثالث فيضم دولتين “محايدتين”، الاولى سلطنة عمان التي قررت تخفيف حماسها لعضوية مجلس التعاون، والابتعاد التدريجي عنه بالتالي، ولهذا عارضت العملة الخليجية الموحدة، مثلما رفضت بقوة صيغة الاتحاد المطروحة من قبل السعودية، واحتفظت بعلاقات قوية مع ايران، اما الثانية اي دولة الكويت ففضلت ان لا تنحاز لاي طرف في الخلاف الحالي، وان كانت اقرب الى المثلث الآنف الذكر، ليس لانها موافقة على سياسات دولة قطر محور الازمة، وانما لانها تفضل ان تستمر في دور الوسيط لترتيب البيت الخليجي، وتقليص الخلافات خاصة ان القمة العربية ستعقد على ارضها في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وتريد موقفا خليجيا موحدا فيها.
    هذه الازمة التي تعتبر الاخطر في تاريخ مجلس التعاون، قد تؤسس لقيام الاتحاد الخليجي الفدرالي او الكونفدرالي على انقاض مجلس التعاون الحالي، وبداية الطلاق البائن بين الثلاثي السعودي الاماراتي البحريني وقطر، وربما سلطنة عمان ايضا، فالامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اطلق تصريحا لافتا للنظر يوم امس عندما قال ان الاتحاد الخليجي “سيقوم” قبل انعقاد القمة الخليجية المقبلة في كانون الاول (ديسمبر) من هذا العام.
    السؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة في الاوساط الخليجية والعربية هو عما اذا كانت الازمة الحالية ستتوقف عند خطوة سحب السفراء ام انها ستتطور الى اتخاذ اجراءات اخرى ضد دولة قطر من قبل خصومها.
    هناك طرحان في هذا الخصوص، حسب ما قاله لنا مصدر خليجي موثوق على علم ببواطن الامور:
    *الاول ان تبادر دولة قطر بايفاد مبعوثين الى الدول الخليجية الثلاث التي سحبت سفراءها، في محاولة لترطيب الاجواء، والتعهد بتنفيذ ما وعدت به في القمة الثلاثية في الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. او ان تقوم دولة الكويت بجهود دبلوماسية، مثلما فعلت دائما، لتطويق الازمة، ولكن هذا الاحتمال الثاني ضعيف لان اميرها صباح الاحمد الذي يوصف بحمامة السلام الخليجية، يتعافى حاليا من عملية جراحية اجريت له في احد المستشفيات الامريكية.
    *الثاني: ان تتخذ الدول الثلاث اجراءات اخرى اكثر خطورة، اذا لم تلتقط الدوحة الانذار المتمثل في سحب السفراء، وتلبي شروطها وتنفذ مطالبها جزئيا او كليا.
    الاحتمال الثاني قد يكون الاكثر ترجيحا في رأينا، لان دولة قطر تعتقد ان هذه الشروط “تعجيزية” لا تستطيع تلبيتها لان دعم حركة الاخوان سياسة استراتيجية تمتد جذورها لاكثر من عشرين عاما على الاقل ولا يمكن تغييرها بسهولة، ولان حاكمها الفعلي او “مرشدها الاعلى” الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، او “الامير الوالد” حسب اللقب الرسمي، رجل يتسم بالعناد ومن الصعب ان يقدم تنازلات، ويرضخ لهذه المطالب، وعلينا ان نتذكر موقفه المتحدي للمملكة العربية السعودية لدرجة خوض حرب معها بسبب تغييرها للحدود، او ما يسمى في حينها معركة “الخفوس″ في نهاية ايلول (سبتمبر) عام 1992.
    مصادر اعلامية سعودية موثوقة على صلة بالنظامين السعودي والاماراتي تحدثت عن عدة احتمالات واجراءات من بينها اغلاق الحدود البرية مع دولة قطر، وكذلك الاجواء الجوية، وممارسة ضغوط وحصارات اقتصادية في حال اصرت الاخيرة، اي قطر، على مواقفها، بل انها تحدثت ايضا، اي تلك المصادر، عن اجراءات عسكرية.
    ومن اللافت ان دولة الامارات العربية المتحدة تستضيف حاليا اعدادا كبيرة من القوات المصرية تشترك مع قواتها المسلحة في مناورات عسكرية تمتد لاسبوعين، وقالت وكالة انباء الامارات الرسمية “يأتي هذا التمرين بهدف تعزيز اواصر التعاون والعمل المشترك وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية مما يسهم في رفع القدرات العسكرية القتالية والتأهب لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، ولزيادة التنسيق بين القوات المسلحة الاماراتية والمصرية”، بينما قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية على حسابه الخاص على تويتر” ان هذه المناورة تشمل التدريب على اعمال الدفاع والهجوم على النقاط والاهداف الحيوية، وتنفيذ مناورات تكتيكية بحرية وجوية لادارة اعمال قتال مشترك بين العناصر المشاركة باستخدام الذخيرة الحية بمشاركة المقاتلات والطائرات متعددة المهام، وعدد من المدمرات والقطع البحرية وعناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات المشاركة في التدريب”.
    ***
    ربما يتبادر الى ذهن البعض ان هذه المناورات تقليدية عادية، وقد يكون الهدف هو ايران، ولكن التوقيت ربما يوحي بما هو عكس ذلك، خاصة اذا ذكرنا بان القيادة المصرية اتهمت قطر اكثر من مرة بتهديد امنها القومي، وكانت اول من سحب سفيرها من الدوحة، وردت ملياري دولار اليها بطريقة “نزقة” في رسالة واضحة بانها لا تريد اموالها ومساعداتها.
    وربما يفيد التذكير ايضا بانه ليس من قبيل الصدفة ان الدول الثلاث السعودية والامارات البحرين التي سحبت السفراء كانت شريكة في مؤامرة عسكرية عام 1995 لاطاحة والد امير قطر الحالي اي الشيخ حمد بن خليفة، واعادة والده الشيخ خليفة المعزول في حينها الى الحكم عبر تدخل عسكري، وليس صدفة ان الشيخ خليفة نقل مقره الرسمي الى فندق الانتركونتيننتال في ابو ظبي، وليس صدفة للمرة الثانية ايضا ان ضباطا مصرين كانوا مشاركين بشكل مباشر في تنفيذ خطط التدخل هذه.
    نحن لا نتمنى حربا بين الاشقاء، ولكننا نسرد وقائع مثبتة وموثقة، والتاريخ يعيد نفسه في معظم الحالات، واحيانا اسرع مما نتوقع، والعداء الفرنسي البريطاني مستمر حتى اليوم، والتقارب الالماني التركي حلفاء الحرب العالمية الاولى يتعزز اكثر، وتظل المانيا الحليف الاقوى لتركيا في الاتحاد الاوروبي، والدعم الفرنسي للموارنة في لبنان لم يهتز، وكذلك دعم البريطانيين للدروز والامثلة عديدة.
    مجلس التعاون الخليجي، وباختصار شديد، مقدم على مرحلة صعبة، وايام عصيبة، ولا نعتقد انه سيظل على الحال نفسها في العامين او الثلاثة القادمة ونأمل ان نكون مخطئين.
    الأستاذ الكبير عبد الباري عطوان كنا ومزلنا نؤمن بفكركم ونتابع منهجيتكم ولكن أستاذي الكبيرلدينا سؤال بسيط ؟؟ هل حققت الصهيونيه والأمبرياله مبتغاها منها أم بعد ؟؟
    هل أدت السعوديه وقطر والامارات كل مايملكون أم مازال عندهم مايقدمونه ؟؟
    هل زهقت الصهيونيه من جهال العرب ومن مواقفهم لتتركهم يتلاطمون ؟؟
    هل برأت بذلك اليهوديه والماسونيه والامبرياليه الامريكيه طرفها وغسلت يدها مما أشترك فيه الاخوة الخليطيين نعم الخليطين فلقد خلطت بهم أمريكا العالم العربي ودمرت بهم مادمرت فهل تغتسل أمريكا من ذنوبها بتحميل الخليط العربي ذنوب العرب وحسارتهم تاريخهم وهل توصلت أمريكا لعملاء جدد يؤدون اللعبه بشكل جديد
    أم آن ألأوان الى لعبه صهيونيه جديده في المنطقه

    ,وها كذا تكون أمريكا البلد الديمقراطي الاول في العالم والأنساني الاول المعذب الذي شوهت سمعته اقطار الخليط العربي ؟؟ظ
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  4. #4
    الأمر دولي تماما اخي الحمداني..واللعبة علينا نحن العرب بالإجمال....شوف كم بلد عربي تحطم ومازال....
    ***********

  5. #5
    تطوران رئيسيان يقلقان النظام السوري حاليا.. وآخر يعزز من “اطمئنانه” في المقابل فهل حالة “الجمود” الحالية هي السكون الذي يسبق العاصفة؟.. ام انها تسليم اقليمي ودولي ببقاء النظام؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    عبد الباري عطوان

    ربما هي المرة الاولى منذ عدة اشهر التي ينشغل فيها وزراء الخارجية العرب بقضية اخرى غير قضية تطورات الاوضاع في سورية، مثلما جرت العادة طوال الاعوام الثلاثة الماضية من بدء الازمة، فهل هذا يعود لانعدام الخيارات، ام انه الهدوء الذي يسبق العاصفة؟

    كان لافتا ان اجتماع اليوم الطاريء لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبحث عن “شبكة امان” بديلة لاموال الدول الغربية المانحة، لم يعط الاهتمام المتوقع لمسألة مقعد سورية “الشاغر” في الجامعة، وهذا ما يفسر التمثيل منخفض المستوى فيه، وغياب وزراء الخارجية “الصقور” فيما يتعلق بالملف السوري، امثال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وخالد العطية وزير الخارجية القطري، وعبدالله بن زايد وزير الخارجية الاماراتي وآخرون.

    السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله ربما كان اول من استشعر هذا الامر عندما اكد في مقابلته الاخيرة في صحيفة “السفير” اللبنانية ان مرحلة اسقاط النظام انتهت وتم تجاوزها، وزاد نائبه الشيخ نعيم القاسم امس في حديث آخر لوكالة انباء “رويترز″ ان الرئيس بشار الاسد سيترشح في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في حزيران (يونيو) المقبل وسيفوز فيها، وعلى الغرب والمعارضة السورية التعاطي مع هذه الحقيقة والوصول الى تفاهم معه.

    ***

    حالة الثقة هذه ربما ناجمة عن ترسخ قناعة امريكية عبر عنها جون كيري وزير الخارجية امام مجلس الشيوخ يوم امس عندما قال ان اي ضربات عسكرية امريكية لسورية لن يكون لها تاثير في تغيير مسار الحرب، واضاف “ان الامر تطلب ثلاثين الف طلعة جوية، وثلاثين يوما من القصف في البوسنة لاحداث تأثير في حربها، بينما كانت الخطة قصف اهداف سورية ليوم او يومين فقط لتقليص القدرات العسكرية للنظام السوري وتوجيه رسالة له وهذا ما كان سيؤدي الى وقف الحرب مطلقا”.

    ولعل النقطة الابرز في حديث كيري تشديده “ان للولايات المتحدة حدودا بعد نزاعين في العراق وافغانستان”، والنظام في سورية يدرك هذه الحقيقة جيدا، ويشعر بالاطمئنان بسببها، ويضع كل خططه على اساسها بما في ذلك اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها والضرب عرض الحائط بكل عمليات التشكيك في شرعيتها.

    ولكن هذا “الاطمئنان” ربما يتعرض في الاسابيع او الاشهر المقبلة لما يؤدي الى زعزعته كليا او جزئيا، فالقادمون من دمشق في الايام الاخيرة يتحدثون عن “تحريك” جبهة الجنوب، ووصول وحدات خاصة مدربة من المعارضة الى منطقة القنيطرة، في اطار تخطيط اسرائيلي امريكي لايجاد “جيب آمن”، او “حزام امني” على غرار ما حدث في جنوب لبنان، قبل ان تدمره المقاومة، وتلحق هزيمة ضخمة بداعميه الاسرائيليين.

    مصدر لبناني قريب من النظام السوري، عاد لتوه الى بيروت قادما من دمشق، اكد ان هناك قلقا في اوساط الدائرة الضيقة للنظام مبعثها امران اساسيان:

    *الاول: بدء سقوط قذائف الهاون على دمشق حديثا بعد توقف استمر اكثر من عام، مما يشير الى وجود توجه جديد لدى المعارضة المسلحة، والقوى المساندة لها لتعكير صفو الامن في العاصمة ونقل اجواء الحرب الى سكانها.

    *الثاني: تصريحات ادولى بها كيري الى محطة “سي بي اس″ الامريكية وقال فيها انه سيناقش في اجتماع سري مع المعارضة بعض الخطط الميدانية الجديدة تتعلق بالتسليح الحديث وخطط الحرب.

    القيادة العسكرية الرسمية السورية بدأت تقيم حساباتها وحسب المصدر نفسه، على اساس ان احتمالات تزويد المملكة العربية السعودية للمعارضة المسلحة بصواريخ “مان باد” المضادة للطائرات والمحمولة على الكتف تراجعت كثيرا في الفترة الاخيرة، وخاصة بعد معارضتها بشراسة من قبل الرئيس باراك اوباما اثناء لقائه العاصف مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في منتجعه الخاص في روضة خريم خارج العاصمة الرياض.

    امريكا تخشى سقوط بعض هذه الصواريخ في يد جماعات يمكن ان تستخدمها في “اعمال ارهابية” مثل اسقاط طائرات مدنية واسرائيلية على وجه الخصوص، ولا تستبعد الاوساط العسكرية والامنية الامريكية ان يشتري النظام، او جماعات موالية له، هذه الصواريخ ويجري استخدامها في تنفيذ مثل هذه الاعمال واتهام المعارضة بالوقوف خلفها، فكثير من الاسلحة الامريكية والاخرى التي حصلت عليها المعارضة وصلت في نهاية المطاف الى جماعات اسلامية متشددة، مثل الدولة الاسلامية التي استولت على مخاون الجيش الحر في مدينة اعزاز قبل ستة اشهر.

    الانقسامات الكبيرة التي كشف عنها الاجتماع الاخير للهيئة السياسية للائتلاف السوري المظلة الابرز للمعارضة السورية، وخروج بعض الكتل المهمة منه (كتلة ميشيل كيلو)، والصراع المحتدم بين الجناحين القطري والسعودي الذي بدأ واضحا في العلن طوال الايام الثلاثة من عمر الاجتماع، كلها تصب في مصلحة النظام، وتراجع الثقة بالمعارضة كبديل له في اذهان داعميها اقليميا ودوليا.

    ***

    اطالة امد الازمة السورية يخدم ايضا النظام والمعسكر الداعم له اكثر مما يخدم المعارضة المفككة في الخارج والمتقاتلة او بعضها في الداخل على الارض، لان الرأي العام السوري الذي كان جزءا كبيرا منه يدعم المعارضة، واي جهد عربي او دولي لاسقاط النظام بدا يتغير تدريجيا لمصلحة الشعور باليأس والاحباط من امكانية التغيير الديمقراطي الذي ثار من اجله، وعدم وجود البدائل الافضل، وتصاعد الرغبة في الاستقرار، والحياة الطبيعية بعيدا عن التشرد في مخيمات اللجوء والمعاناة والتسول امام ابواب الدول الداعمة، ولا شك ان النظام يراهن على هذه المسألة بقوة، في وقت لا تعطيها المعارضة والقوى الداعمة لها الاهتمام نفسه، سواء بسبب الاهمال او عدم الدراية او الانشغال في الصراعات فيما بينها على جلد الدب السوري.

    الازمة السورية ستطول حتما، وكلما طالت تراجع الاهتمام بها عربيا واقليميا ودوليا، واجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير احد الادلة، والانقراض التدريجي لمنظومة اصدقاء سورية، والحديث المضطرد عن تقارب سعودي ايراني، وتصعيد ازمات رجب طيب اردوغان الداخلية واستمرارها رغم فوزه الكبير في الانتخابات البلدية، ادلة اخرى لا يمكن التقليل من اهميتها في هذا المضمار.


  6. #6
    السياسه أنواع وأشكال والفكر كذلك والمنهاج الأنساني كألوان البشر وسحنتهم ,لا ... بل تعدت الأنسانيه لألوان أخرى أخذت شكل القوز قزح للمتعه بشكل جديد و للضحك على العرب بلون جديد
    فهل يستذكر العربي اليوم بأي حرف تبدأ كلمة فلسطين وأي لون تكتب حروفها !هاهي الأمبرياليه تحرك رعيانها بسهولة وعذوبه تلك الفتاه العربيه التي ترسم بالرمل ولقد شاهدنا أبداعها من على أذاعةوتلفاز الأم بي سي الأذاعه اليهوديه الكبرى التي تثمنطق بلسان عربي كل أبداعاتنا وثقفاتنا الجديده اليوم ارى سياستنا وثقاتنا تتحرك خليطيا ؟؟ فلقد كانت قطر أخت وحبيبه لأنها دعمت من دعمت في سوريا وبنت بيد حكامه مستعمرات أستيطايه لليهود والمحتلين والصهاينه !! ول تنتفض أو تعترض يد العروبه ويد الخلق الأسلامي والرساليه ؟؟ ونجهل تماا لم تقاطعها أقار الخليط العربي يوم وهي تتحد معهم لضرب البحرنيين والذينحددوا نفاضته الشعبيه كونهم من لايمثلون طائفتهم مثلا أو كونهم لميتعاطفوا بعد معأسرائيل وكون قلقهم الأمريكي لم ستكون له العهده في حماية القاعده والأسطو ل الأمريكي الخامس في البحرين !!
    أم كون السعوديه وتابعها الخليجي قد كشفت لهم أمريكا حقه قطر الجديده والتي صارت بها قطر تدعم الحوثين في اليمن ؟؟
    السؤال لخليي العربي لأول هو كيف توصلت قطر لذلك ومن خلال من ؟؟؟
    فهل تطيع قطر الوليده غير من يُسيّرها ؟؟ أم هو من وحي مفكريها و سياسيها ؟؟ والتي هي ليست الا تُبع , وقاعده غربيه مهمه للسلاح والطران الأمريكي فهل يختلف العربي الخليجي لعروبته أ م ل تابعيته ؟؟؟؟
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  7. #7
    باختصار مهما حصل كل ساهم في عملية التحطيم..فأصلحوا عراقكم لنصلح شامنا كلها.
    ناجي-غزة.

  8. #8
    اعفاء بندر من رئاسته للمخابرات السعودية: اعتراف بفشل المهمة في سورية واول ثمار المراجعة السياسية… عبد الباري عطوان

    من يقرأ كتاب “The prince ” او “الامير” الذي يتناول سيرة حياة الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز وكتبه وليم سيمبسون صديقه وزميل دراسته في كلية سانت هيرست للعلوم العسكرية في بريطانيا يستطيع ان يكّون صورة واضحة وجلية عن هذا الرجل الذي يلقب برجل المهمات الصعبة ونفسيته وعلاقاته المعقدة والغريبة، مثلما يستطيع ان يفهم اسباب قرار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز باقالته من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات السعودي “بناء على طلبه”.
    في هذا الكتاب لم يخجل الامير بندر من الاعتراف بان امه كانت جارية افريقية الاصل واللون، ولم يتورع عن الاعتراف بانه كان وراء محاولة اغتيال السيد محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني المعروف كرد انتقامي على نسف مقر قوات المارينز في لبنان عام 1982 ومقتل اكثر من 350 شخصا في هجوم استشهادي.
    فالامير بندر كان كتلة من المتناقضات، فبعد ان عمل طيارا في سلاح الجو السعودي لاكثر من 17 عاما انتقل الى واشنطن بعدها بفترة كسفير لبلاده لمدة 22 عاما، ولعب دورا كبيرا في تأمين صفقات السلاح الامريكية والبريطانية لبلاده، وحصل على عمولات ضخمة، واستطاع ان ينقذ العلاقات السعودية الامريكية من الانهيار، وربما ينقذ عائلته الحاكمة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر التي شارك فيها 17 سعوديا من اصل 19 شخصا نفذوا الهجمات، مثلما استخدم علاقاته لحث امريكا على ارسال 50 الف جندي الى السعودية لاخراج قوات صدام حسين من الكويت، وكان اول من علم بساعة الصفر للغزو الامريكي للعراق.
    اهم ما في الكتاب من تناقضات هو مقدمته التي كتبها كل من نيلسون مانديلا ابرز زعيم تحرري في العصر الحديث، والسيدة مارغريت تاتشر اكثر امرأة يمينية بعقلية استعمارية متطرفة في تاريخ بريطانيا، وربما الغرب ايضا، ومن المفارقة ان الامير بندر كان الشخص الوحيد من خارج الاسرة، الذي دعي لحضور زفاف مانديلا الاخير عام 1998 الذي عقده في عيد ميلاده الثمانين، والمفارقة الاكبر صداقته الحميمة مع عائلتي بوش والقذافي معا!
    ***نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لماذا نسرد كل هذه المقدمة ونحن لا نؤبنه، وانما نريد الحديث عن قرار عزله من منصبه كرئيس للاستخبارات؟ الاجابة ببساطة لشرح اسباب هذا العزل، او بعضها، من خلال تركيز الاضواء على طموحاته الكبيرة والتي تتجاوز وظائفه، وطبيعة شخصيته المتناقضة المتسمة بالمغامرة والثقة الزائدة عن النفس.
    جهاز المخابرات السعودي شكل اكبر عقدة، واعقد مشكلة بالنسبة الى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز منذ ان عزل الامير تركي الفيصل الذي تولى رئاسته لمدة 24 عاما متواصلة، وحوله الى امبراطوريته الخاصة، وقيل ان سبب العزل يعود الى عدم تفاهمه اي الامير تركي مع الملك عندما كان وليا للعهد، وهذا ما يفسر اختيار الملك عبدالله لشقيقه الامير نواف بن عبد العزيز المتقدم في السن ومحط ثقته كخليفة للامير تركي الفيصل، وقد عمر في المنصب ست سنوات اقيل بعدها “لاسباب مرضية” ليعين في المنصب بعده الامير مقرن بن عبد العزيز لست سنوات، ليخلفه الامير بندر بن سلطان في تعيين مفاجيء احدث خلافا في الاسرة الحاكمة بين مؤيد ومعارض.
    هناك سببان معلنان لابعاده من هذا المنصب الحساس، الاول: هو مرضه حيث اجريت له عملية جراحية في الكتف في واشنطن انتقل بعدها الى قصره في المغرب لقضاء فترة نقاهة. والثاني هو سوء ادارته لملف سورية، ومساعدته وتمويله لجماعات اسلامية متطرفة وتسليحها للتسريع باطاحة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ولكنه لم ينجح في هذه المهمة والاخطر من ذلك انه رجح كفة هذه الجماعات على حساب المعارضة السورية المعتدلة في ميادين المعارك حسب التقديرات الامريكية.
    نحن نرجح السبب الثاني، ونستبعد عامل المرض، لانه لو كان غير قادر على اداء مهامه بسبب المرض لجرت اقالته من مجلس الامن الوطني الذي يحتل منصب امينه العام، وعضوية هيئة البيعة.
    الامير بندر ابعد من دوائر صنع القرار لسنوات بعد خروجه من منصبه كسفير لبلاده في واشنطن، وكان يقضي معظم وقته على ظهر طائراته الخاصة الاربع متنقلا بين القرية التي يملكها في منطقة اوكسفورد البريطانية، وقصوره في مراكش وواشنطن وفرنسا وغيرها ما لا نعرف، واعيد لاستلام جهاز المخابرات لهدفين اساسيين، الاول اطاحة نظام الرئيس الاسد، والثاني التنسيق مع اصدقائه الامريكان لضرب ايران عسكريا على غرار ما حدث في العراق.
    اتفاقان اطاحا بالامير بندر بن سلطان من منصبه وافقداه صوابه اكثر من غيره في الاسرة الحاكمة السعودية، الاول المتعلق بالاسلحة الكيماوية السورية الذي منع توجيه ضربة عسكرية امريكية لاهداف كبيرة ومهمة عسكرية واقتصادية في سورية قيل ان عددها بلغ 165 هدفا، والثاني الاتفاق النووي الايراني مع دول (6+1) الذي ادى الى رفع جزئي للحصار الاقتصادي عن ايران، والغاء او تأجيل اي ضربة عسكرية لتدمير الطموحات النووية الايرانية.
    الامير بندر بن سلطان الذي استشاط غضبا من ادارة اوباما الديمقراطية حاول ان يفتح جسورا مع البديل الروسي والتقى الرئيس فلاديمير بوتين حوالي اربع مرات، ومكث ثلاثة اسابيع في موسكو اثناء زيارته الاخيرة قبل ستة اشهر، التقى خلالها اهم القيادات الروسية السياسية والامنية، الامر الذي زاد من غضب ادارة اوباما التي لم ترتح له، بل ان كل الادارات الديمقراطية لم ترتح كثيرا له، ولا للعلاقات الامريكية الخاصة مع السعودية.
    ***
    السؤال الاصعب الذي لا يمكن تجاوزه هو عما اذا كان الامير بندر قد خرج من دائرة القرار بصورة نهائية ام انه سيعود لاحقا؟ ثم من سيخلفه في هذه المنصب الحساس بصورة دائمة.
    اذا جئنا للشق الاول من السؤال فانه من الصعب شطب الرجل كليا، خاصة انه خرج من الصورة اكثر من مرة وعاد اكثر قوة على ما كان عليه في السابق، كثيرون اعتقدوا ان مستقبل الامير مقرن بن عبد العزيز السياسي وفي الحكم اصبح في حكم المنتهي بعد عزله من رئاسة جهاز المخابرات وعدم تعيينه في اي منصب مهم، وها هو يعود بعد عامين في الظل كولي لولي العهد السعودي، كخطوة اولى للوصول الى كرسي العرش.
    اما اذا جئنا للشق الثاني من السؤال اي من سيخلفه في المنصب بصورة دائمة، فهذا سيكون موضع تكهنات فالفريق اول ركن يوسف بن علي الادريسي الذي جرى تكليفه بمرسوم ملكي بعمل رئيس المخابرات لن يعمر طويلا في هذا المنصب لانه ليس اميرا، وهذا المنصب الحساس، مثل مناصب اخرى، محصور على امراء الاسرة الحاكمة، والمقربين جدا من دائرة سلطة، اتخاذ القرار فقط.
    اسماء كثيرة يتم طرحها في بورصة الترشيحات من بينها الامير احمد بن عبد العزيز الذي اعفاه الملك من وزارة الداخلية، وتعيين الامير محمد بن نايف نائبه مكانه، وهناك من يقول ان الامير سلمان بن سلطان شقيق الامير بندر ونائب وزير الدفاع وشريكه في حمل مسؤولية الملف السوري، صاحب حظوظ كبيرة في خلافة شقيقه كرئيس للمخابرات، ورأي آخر يتحدث عن اسماء اخرى مثل سعود بن فهد بن عبد العزيز الذي عمل نائبا لرئيس المخابرات او شقيقه حيث ان ابناء الملك فهد لا يحتلون اي منصب مهم منذ وفاة والدهم، وقائمة الترشيحات طويلة على اي حال والمفاجآت واردة.
    الامير بندر بن سلطان لم يكن شخصية محبوبة بسبب صداميته وجرأته ودمويته، ولكن هذا حال معظم رؤساء المخابرات في الدول العربية، ومن غير المتوقع ان تذرف دموع كثيرة او اي دموع على الاطلاق حزنا على رحيله خاصة في سورية وايران ولبنان والعراق وقطر (وهذه قصة اخرى) وربما في المملكة نفسها، وسيظل في دائرة الجدل حتى بعد قرار انسحابه واعتكافه المتوقع في قصره في مراكش، ولن نفاجأ اذا ما عاد مجددا.راي العام

  9. #9
    قطر تتراجع.. و”مرشدها الاعلى” ابتلع “كأس السم” السعودي مكرها.. و”الجزيرة” تتغير وتعود للملف السوري بعد اتفاق الرياض.. والحلف القطري التركي الاخواني امام مأزق خطير



    عبد الباري عطوان

    وقع السيد خالد العطية وزير خارجية قطر مساء الخميس وفي اجتماع طاريء لوزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي، انعقد في “قاعدة عسكرية في الرياض”، على “وثيقة الرياض”، وتعهد رسميا امام الوزراء الخمسة بتنفيذها، وهي الوثيقة التي رفض توقيعها في الاجتماع الاخير لوزراء مجلس التعاون الذي انعقد في الرياض ايضا قبل شهر، ولذلك فان هناك عدة اسئلة تظل مطروحة بقوة لاستقراء من خلال الاجابة عليها تطورات هذه الازمة الخليجية وفرص حلها، الاول: حول مدى التزام دولة قطر بالتنفيذ. والثاني: ما اذا كان السفراء الثلاثة الذين يمثلون دول الازمة الثلاث اي السعودية والامارات والبحرين سيعودون الى الدوحة ومتى. والثالث: من هم ضحايا هذه الاتفاق المحتملين خليجيا وعربيا والتغييرات التي ستترتب عليه في المنطقة.

    لا بد من الاستنتاج بداية بانه لولا تراجع دولة قطر عن مواقفها التي خلقت الازمة، وقبولها بكل شروط الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة، لما تم التوصل الى هذا الاتفاق وتوقيعه، ومن اللافت ان المملكة العربية السعودية التي لا تثق كثيرا بالوعود القطرية، والالتزام بتنفيذها بالتالي، ارادت ان يتم هذا التوقيع في حضور جميع وزراء مجلس التعاون الخليجي، بحيث يكونوا شهودا عدولا على هذا التوقيع، حتى لا تلام المملكة مستقبلا هي وحليفاتها اذا ما اتخذت اجراءات اكثر قوة ضد قطر اذا لم تلتزم بالاتفاق وهددت باتخاذها عبر وسائل اعلامية مقربة منها، مثل اغلاق الحدود البرية والاجواء الجوية، ولمحت لما هو اخطر من ذلك.

    ***

    الشروط السعودية الاماراتية البحرينية للمصالحة مع قطر جاءت صعبة، واقرب الى التعجيزية، ولهذا ماطلت السلطات القطرية في قبولها كسبا للوقت وبحثا عن مخرج، ولكنها اضطرت في نهاية المطاف للتخلي عن عنادها خوفا من تطورات انتقامية يصعب تحملها او مواجهتها، ويمكن ايجاز هذه الشروط في النقاط التالية:

    *اولا: وقف اجراءات التجنيس من قبل قطر لشخصيات خليجية اسلامية معارضة لجأت اليها بعد ملاحقتها، اي هذه الشخصيات، من قبل اجهزة دولها الامنية والقضائية بتهمة ارتكاب اعمال سياسية لزعزعة انظمة الحكم.

    *ثانيا: وقف دعم قطر لحركة الاخوان المسلمين التي وضعتها المملكة العربية السعودية على لائحة “الارهاب” سواء بالمال او الاعلام وتوفير الملاذ الآمن لرموزها وقياداتها ووجوب ابعادهم فورا دون تردد.

    *ثالثا: وقف قطر دعم المؤسسات الحقوقية والاعلامية كافة وما تفرع منها من صحف ومجلات ومحطات تلفزة، خاصة في اوروبا، وتعمل لصالح حركة الاخوان المسلمين، وضد مصر ودول الخليج وباشراف مباشر او غير مباشر من قيادات اخوانية او متعاطفة معهم والمشروع القطري الداعم لهم.

    *رابعا: لجم قناة “الجزيرة” الفضائية واخواتها (الجزيرة مباشر مصر، والجزيرة العامة) ومنعها من التعرض لمصر ولدول الخليج وفتح شاشاتها لاستضافة رموزها وقياداتها للتحريض ضد السلطات المصرية الحالية.

    *خامسا: اغلاق بعض المراكز الدولية البحثية التي تستضيف الدوحة فروعا لها، مثل مؤسسة “راند” ومعهد بروكنغز الامريكيين، بسبب اتهام هذه المؤسسات بالتجسس والتحريض على انظمة الحكم في الخليج والسعودية خاصة والتخفي خلف الدراسات والابحاث الاكاديمية.

    قبول دولة قطر بهذه الشروط مجتمعة او منفردة، عملية شبه انتحارية، لان هذا القبول يعني تغيير دورها الذي تقوم به حاليا في المنطقة بصورة جذرية، وهو اكبر بكثير من حجمها الجغرافي والديمغرافي، مثلما يعني ايضا تغيير تحالفاتها الاقليمية والدولية التي نسجت خيوطها بعناية طوال السنوات العشرين الماضية.

    فالتخلي عن دعم حركة الاخوان المسلمين يعني كسر اتفاق مع تركيا، ورئيس وزرائها طيب رجب اردوغان، وخسارة التحالف مع حركة شكلت دائما عنصر توازن وشبكة امان مع نظيرتها “الوهابية” في الجوار السعودي.

    الحلف القطري التركي يقوم بالدرجة الاولى على دعم حركات الاخوان المسلمين وتمكينها من الوصول الى سدة الحكم في مصر وتونس وليبيا وسورية والعراق واليمن ومعظم الدول العربية من خلال تشجيع ثورات الربيع العربي ودعمها وهي ثورات لعب الاخوان المسلمون دورا مركزيا في قيادتها، وجرى توظيف مليارات دولة قطر وذراعها الاعلامية الضاربة (قناة الجزيرة) في خدمة هذا التحالف.

    اميرا قطر، الاب والابن، لم يكن امامهما اي خيار آخر غير التزام بالتنفيذ، لتمرير عاصفة الغضب السعودي الحالية، تماما مثلما حدث بعد ازمة شريط فيلم “سوداء اليمامة” الذي بثته “الجزيرة” قبل ستة اعوام وكاد ان يفجر حربا بين البلدين لحديثة بالارقام عن حجم الفساد في صفقات السلاح السعودية، ولكن مساحة المناورة امامهما باتت محدودة هذه المرة، ولا بديل امامهما غير الالتزام الكامل وتجنب عواقب خطيرة.

    خطوتان اقدمت عليهما قطر اخيرا يمكن ان يؤكد بداية هذه الالتزام:

    *الاولى منع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين من الخطابة من على منبر مسجد عمر بن الخطاب يوم الجمعة الماضي رغم تنويه مكتبه رسميا بانه سيعود للخطابة كالمعتاد وسيعلق في خطبته على الاحداث العربية والدولية.

    *الثانية: التغيير الكبير الذي بدأ في بث قناة “الجزيرة” صباح هذه اليوم، فقد لوحظ ان اخبار الاحتجاحات في مصر تراجعت او انتهت كليا، ولم تعد موجودة بالكثافة التي كانت عليها قبل ايام معدودة، وعودتها اي القناة، الى التركيز مجددا على الازمة السورية وتطوراتها، تماما مثلما كان الحال قبل التغيير واعطاء الاولوية للحدث المصري بعد الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي بانقلاب عسكري بقيادة الفريق اول (المشير لاحقا) عبد الفتاح السيسي.

    ***

    امام السلطات القطرية شهران فقط، غير قابلين للتمديد، للاقدام على خطوات عملية للتخلي عن حلفائها في حركة الاخوان، وتفكيك شبكتها الاعلامية العلنية والسرية وكبح جنوح “الجزيرة”، والتخلي عن كل اعمال التحريض ضد الانقلاب العسكري في مصر وزعيمه، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، والاخطر في تاريخ مصر، اي مرحلة الانتخابات الرئاسية التي سيفوز فيها حتما المرشح الابرز المشير السيسي.

    يبدو ان ما اقلق السلطات القطرية، وهو قلق مشروع، الخوف من انتقال المثلث السعودي الاماراتي البحريني الى المرحلة الثانية من الخطوات الانتقامية، اي اغلاق الحدود والاجواء والخنق البري والجوي لقطر، تمهيدا للانتقال الى المرحلة الثالثة والاخطر اي زعزعة استقرار النظام، ودعم الجناح المنافس في الاسرة الحاكمة، وتحريض القبائل المناوئة، او بعضها، للاسرة الحاكمة، وقبيلة “بني مرة” على وجه الخصوص ذات الكثافة البشرية الهائلة وامتداداتها في الجزيرة العربية.

    نعترف للمرة الثانية، ان الفريق اول ضاحي خلفان بن تميم نائب رئيس شرطة دبي مثل “جهينة” التي تملك الخبر اليقين، فقد توقع انهيار حركة الاخوان وحكمهم في مصر في غضون خمس سنوات، وتحقق ما توقع به، ولكن بشكل اسرع وزمن اقل، واكد على حسابه على موقع تويتر قبل شهر ان امام دولة قطر مهلة حتى عيد الفطر المبارك حتى تغير مواقفها وبما يعيدها الى السرب الخليجي وانتهاء الازمة كليا مع الدول الخليجية الثلاث والا عليها تحمل تبعات ذلك، وها هي نبوءته تصدق، فهذا الرجل لا ينطق عن هوى، وانما “موحى له”، لذلك لا نتوقع ان يعود السفراء قبل انتهاء هذه المهلة والتطبيق الكامل لنصوص الوثيقة.

    ليس امام امير قطر الوالد، او “المرشد الاعلى”، غير اتباع سيرة نظيره المرشد الاعلى الايراني الاسبق السيد الخميني، وابتلاع كأس السم الخليجي مكرها ايضا للخروج من هذه الازمة، ويبدو انه اغمض عينيه وابتلعه فعلا، ونحن نحكم هنا على الظواهر، والله اعلم بالبواطن!


  10. #10
    بعد موافقتها على شروط «اتفاق الرياض».. عبد الباري عطوان: قطر تخلت عن دعم الإخوان


    لندن \ وكالات \ قال عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة «رأي اليوم اللندنية»: إن قبول قطر للشروط الواردة باتفاق الرياض والتي وقعت عليه الخميس الماضي يعد تراجعًا عن مواقفها الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن الحلف «القطري التركي الإخواني» بات مهددًا وأمام مأزق خطير.
    وأضاف عطوان، في مقال له بصحيفة «رأي اليوم» "وقع السيد خالد العطية، وزير خارجية قطر، مساء الخميس، وفي اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي، انعقد في قاعدة عسكرية في الرياض، على «وثيقة الرياض»، وتعهد رسميًّا أمام الوزراء الخمسة بتنفيذها، وهي الوثيقة التي رفض توقيعها في الاجتماع الأخير لوزراء مجلس التعاون الذي انعقد في الرياض أيضًا قبل شهر".
    وأوضح أنه لا بد من الاستنتاج بداية بأنه لولا تراجع دولة قطر عن مواقفها التي خلقت «الأزمة»، وقبولها بكل شروط الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة، لما تم التوصل إلى هذا الاتفاق وتوقيعه، قائلًا "الشروط «السعودية ********ية البحرينية» للمصالحة مع قطر جاءت صعبة، وأقرب إلى «التعجيزية»، ولهذا ماطلت السلطات القطرية في قبولها كسبًا للوقت وبحثًا عن مخرج".
    وتابع الكاتب الصحفي الفلسطيني "يمكن إيجاز هذه الشروط في النقاط التالية: أولًا: وقف إجراءات التجنيس من قبل قطر لشخصيات خليجية إسلامية معارضة لجأت إليها بعد ملاحقتها، من قبل أجهزة دولية «أمنية وقضائية» بتهمة ارتكاب أعمال سياسية لزعزعة أنظمة الحكم، ثانيًا: وقف دعم قطر لحركة الإخوان المسلمين، سواء بالمال أو الإعلام وتوفير الملاذ الآمن لرموزها وقياداتها ووجوب إبعادهم فورًا دون تردد، ثالثًا: وقف قطر دعم المؤسسات الحقوقية والإعلامية كافة وما تفرع منها من صحف ومجلات ومحطات تلفزة، خاصة في أوروبا، وتعمل لصالح الإخوان، وضد مصر ودول الخليج وبإشراف مباشر أو غير مباشر من قيادات إخوانية أو متعاطفة معهم والمشروع القطري الداعم لهم، رابعًا: لجم شبكة قنوات «الجزيرة» الفضائية ومنعها من التعرض لمصر ولدول الخليج وفتح شاشاتها لاستضافة رموزها وقياداتها للتحريض ضد السلطات المصرية الحالية، خامسًا: إغلاق بعض المراكز الدولية البحثية التي تستضيف الدوحة فروعًا لها، بسبب اتهام هذه المؤسسات بالتجسس والتحريض على أنظمة الحكم في الخليج".
    وشدد على أن قبول دولة قطر بهذه الشروط مجتمعة أو منفردة، يعد عملية «شبه انتحارية»، قائلًا "لأن هذا القبول يعني تغيير دورها الذي تقوم به حاليًّا في المنطقة بصورة جذرية، وهو أكبر بكثير من حجمها الجغرافي والديموغرافي، مثلما يعني أيضًا تغيير تحالفاتها الإقليمية والدولية التي نسجت خيوطها بعناية طوال السنوات العشرين الماضية، فالتخلي عن دعم حركة الإخوان المسلمين يعني كسر اتفاق مع تركيا، وخسارة التحالف مع حركة شكلت دائمًا عنصر توازن وشبكة أمان مع نظيرتها «الوهابية» في السعودية".
    وأشار إلى أن الحلف «القطري التركي» يقوم بالدرجة الأولى على دعم حركات الإخوان المسلمين وتمكينها من الوصول إلى سدة الحكم في مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن ومعظم الدول العربية من خلال تشجيع ثورات الربيع العربي ودعمها وهي ثورات لعب الإخوان المسلمون دورًا مركزيًّا في قيادتها، وجرى توظيف مليارات دولة قطر وذراعها الإعلامية الضاربة (قناة الجزيرة) في خدمة هذا التحالف، على حد قوله.
    واستطرد "أميرا قطر، الأب والابن، لم يكن أمامهما أي خيار آخر غير التزام بالتنفيذ، لتمرير عاصفة الغضب السعودي الحالية، ولكن مساحة المناورة أمامهما باتت محدودة هذه المرة، ولا بديل أمامهما غير الالتزام الكامل وتجنب عواقب خطيرة، كما أن هناك خطوتان أقدمت عليهما قطر أخيرًا يمكن أن يؤكدا بداية هذا الالتزام، الأولى: منع الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس هيئة علماء المسلمين من الخطابة من على منبر مسجد عمر بن الخطاب، يوم الجمعة الماضي، رغم تنويه مكتبه رسميًّا بأنه سيعود للخطابة كالمعتاد وسيعلق في خطبته على الأحداث العربية والدولية، الثانية: التغيير الكبير الذي بدأ في بث قناة «الجزيرة»، فقد لوحظ أن أخبار الاحتجاجات في مصر تراجعت أو انتهت كليًّا، ولم تعد موجودة بالكثافة التي كانت عليها قبل أيام معدودة، وعودتها أي القناة، إلى التركيز مجددًا على الأزمة السورية وتطوراتها، تمامًا مثلما كان الحال قبل التغيير وإعطاء الأولوية للحدث المصري بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي"، وفقا لتعبيره.
    وتابع عطوان "أمام السلطات القطرية شهران فقط، غير قابلين للتمديد، للإقدام على خطوات عملية للتخلي عن حلفائها في حركة الإخوان، وتفكيك شبكتها الإعلامية العلنية والسرية وكبح جنوح «الجزيرة»، والتخلي عن كل أعمال التحريض ضد السلطة الحاكمة الآن في مصر، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، والأخطر في تاريخ مصر، أي مرحلة الانتخابات الرئاسية التي سيفوز فيها حتمًا المرشح الأبرز المشير السيسي، كما يبدو أن ما أقلق السلطات القطرية، وهو قلق مشروع، الخوف من انتقال المثلث السعودي ********ي البحريني إلى المرحلة الثانية من الخطوات الانتقامية، أي إغلاق الحدود والأجواء والخنق البري والجوي لقطر، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخطر أي زعزعة استقرار النظام، ودعم الجناح المنافس في الأسرة الحاكمة، وتحريض القبائل المناوئة، أو بعضها، للأسرة الحاكمة، وقبيلة «بني مرة» على وجه الخصوص ذات الكثافة البشرية الهائلة وامتداداتها في الجزيرة العربية"، على حد وصفه.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. عطوانيات 7
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 67
    آخر مشاركة: 10-10-2015, 10:10 PM
  2. عطوانيات 4
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 12-03-2013, 07:08 PM
  3. عطوانيات 3
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-06-2013, 12:22 PM
  4. عطوانيات 2
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 09-15-2013, 12:50 AM
  5. عطوانيات
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 07-24-2013, 02:01 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •