معناها اللغوي محل الإقامة , وهي عبارة عن قصة قصيرة يرويها واحد دائما,كما أن بطلها واحد ,وهذا البطل شحاذ كثير الحيل,
تارة يتعامى , وطورا يلبس جبة الواعظ وحلة العالم, والعقدة فيها من طراز واحد, أي أن الرواية يعرف أن البطل محتال كذاب فيما يدعي.
مبدع المقامة هو بديع الزمان الهمذاني , والذين جاؤوا بعده له تبّع, ولم يجاره إلا الحريري وهو أصح لغة من البديع.
أما الغاية من المقامة فهي إظهار البراعة في الإنشاء أو جمع الألفاظ اللغوية لا القصة , ولكن بديع الزمان مفق في بعض مقاماته فجاءت كأقاصيص اليوم.
بقيت أسرار مقامات الهمذاني مغطاة بقشرة بصلة,وبقي العلماء يعتبرون "بشر بن عوانة" بطل قصته شخصا حقيقيا,لكن بطرس البستاني فتش عن آثار أقدام ابن عوانة
عبر مجاهل تاريخ الأدب العربي , فلم يظفر بشيئ , فبيت للناس أن ابن الأثير وقه في الفخ,حين قابل بين ابن عوانة والبحتري والمتنبي, ففضل ابن عوانة على البحتري! لأنه اعتقد انه السابق إلى صوره ومعانية في وصف القتال مع الأسد.
فبلغ بذلك بديع الهمذاني(ترك 400 مقامة) قمة الفن حين كذب على الشعراء والمؤرخين , وجازت عليهم كذبته عشرة قرون.[1]
أطلقت المقامة في ذلك العصر (العباسي) على قصة خيالية أنشئت بعبارة مسجوعة غالبا,محلاة بأنواع البيان والبديع ,مشتملة على كثير من الغريب.
ظلت المقامات متبعة حتى القرن التاسع عشر.وقد كتب فيها بعض كتاب اليوم ولم يلتزم كثيرا منهم بالسجع.[2]


[1] من كتاب "أدب العرب " لمارون عبود. ص 318

[2] في قسم الأدب الساخر في منتدى "فرسان الثقافة" كم لا بأس به من المقامات الأدبية الممتازة