منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الأزبكيه

  1. #1

    الأزبكيه

    | الأزبكيه (2/3) |

    إستمرت الأزبكيه علي حالها من حيث الرقي و الرخاء في العصر العثماني حيث كانت أيضاً محلاً لإقامة الأمراء المصريين و رجال الدوله و أهل العلم في ذلك العصر و ترك الكثير منهم آثاراً منها ما هو باقٍ حتي اليوم .

    و من البيوت الشهيره التي قد وجدت في منطقة الأزبكيه في العصر العثماني بيت رضوان كتخدا الجلفي أحد كبار أمراء المماليك في ذلك الزمان و قد كان معاصراً للأمير عبد الرحمن كتخدا و علي بك الكبير ( أواخر القرن الـ 18 مـ ) و كان هذا الأمير محباً لحياة القصور شديد البذخ و الترف , و بيته هذا اشار اليه الشيخ الجبرتي في تاريخه و وصفه بصفات فصل فيها فيقول رحمه الله :

    " و هي -أي الدار- التي على بابها العامودان الملتفان , المعروفة عند اولاد البلد بثلاثة وليه وعقد على مجالسها العالية قبابا عجيبة الصنعة منقوشة بالذهب المحلول واللازورد والزجاج الملون والالوان المفرحة والصنائع الدقيقة "

    و قد عرف هذا القصر بالعتبه الزرقاء و تسمي في زمن الخديو عباس حلمي الأول حفيد محمد علي ( خمسينيات القرن 19 مـ ) بالعتبه الخضراء و ليُطلق هذا الإسم علي الميدان الذي كان موضعه الحالي جزءاً من القصر حينها و هو المعروف في ايامنا بميدان العتبه و معلوم مجاورته لمنطقة الأزبكيه و قد غُير هذا الإسم لفترات وجيزه في زمن الأسره العلويه .

    في مشاركه لاحقه بإذن الله نستعرض معاً بعض الجوانب من تاريخ الأزبيكه في في زمن دولة الباشا ( محمد علي ) و العصر الحديث ... تابعونــــا .

    _________________________________________
    * صوره من رسم باسكال زافيير كوست المستشرق و المعماري الفرنسي الذي زار مصر حوالي 1817 مـ , و الصوره يظهر فيها حوضاً لشرب الدواب

    _ الأزبكيه (1/3) http://goo.gl/TTYQW

    أ.س






    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  2. #2
    | الأزبكيه (3/3) |


    لم ينعكس حال الأزبكيه إلا في بدايات القرن الـ 19 مـ حينما دخل نابليون
    القاهره و استقل قادة الفرنسيس بهذه المنطقه و هجرها الأمراء المصريون ,
    حتي أنهم جعلوا مقر ساري عسكر الفرنسيس بقصر الأمير محمد بك الألفي الأمير
    المملوكي الشهير الذي ما زال أحد الشوارع بالمنطقه يعرف بإسمه قريباً من
    البنك المركزي حالياً و هذا القصر نفسه هو الذي قتل فيه كليبر قائد
    الفرنسيس علي يد سليمان الحلبي .

    و بحكم عسكرة المنطقه و تحولها
    موضعاً للقلاقل و الحروب و مع ما اقترفته يد الفرنسيس من تخريب متعمد
    للمدينه تغير حالها و لم تعد كسابق عهدها و استمرت علي ذلك في زمن الباشا (
    محمد علي ) و ابنائه حتي زمن حفيده إسماعيل باشا الخديو الذي كان مغرماً
    بالأوربيين و طبائعهم , فقرر بعد زياره لفرنسا أن يبدل حال الأزبكيه و
    يستبدل طابعها العمراني الإسلامي بآخر أوربي و ذلك ضمن إصلاحاته العمرانيه
    الكثيره , و من ضمن إصلاحاته أن ردم البركه و أقام الحديقه الباقيه حتي
    اليوم و هدم جامع ازبك و شيد الأوبرا و غيرها من المسارح و كذلك الميدان
    المعروف بالأوبرا و وضع فيه تمثال إبراهيم باشا .


    في مطلع القرن العشرين كانت الأزبكيه من المناطق الراقيه بالقاهره و ظلت
    محتفظه بطابعها الخديوي و كانت مقاهيها و شوارعها تعج بالمثقفين , حتي أنك
    تجد الكثير من الأعمال الفنيه و الأدبيه مرتبطه بهذه المنطقه و ما حولها و
    بالطبع فإن الكثير من أحداث ذلك العصر كان حي الأزبكيه مسرحاً لها , بل و
    كان الحي أحد الأيقونات و أبرز المناطق التي تفيض بها روح مدينة القاهره في
    هذه المرحله .

    في النصف الثاني من القرن الـ 20 تبدل حال حي
    الأزبكيه كغيره كثيراً من المواضع الجميله بالقاهره , خصوصاً بعد حريق
    القاهره 1952 مـ الذي تضررت بسببه الكثير من المباني التي شيدت في عصر
    الأسره العلويه و قد كانت هذه المباني غايه في الجمال بالرغم من أنها قد
    بنيت علي النسق الأوربي , فشيدت الحكومه في زمن جمال عبد الناصر بعض
    المباني الحكوميه مثل سنترال العتبه الذي أقيم علي جزء من حديقة الأزبكيه و
    غيره الكثير من المباني الخراسانيه الرتيبه التي تخلو من أي قيمه جماليه
    مما يوافق روح تلك المرحله من تاريخنا .

    و في 1971 مـ إحترقت دار الأوبرا الخديويه عن آخرها فأزيلت هي الأخري , و لكن مع الأسف فقد شيد محلها جراچ العتبه و هو منشأ خرساني غايه في القبح مع ما استجد من كباري و انفاق و ما تعانيه تلك المنطقه من زحام يومي و باعه جائلين و مواقف سيارات , لتزول كل تلك المآثر التي عرضنا تاريخها و التي لم يبق منها إلا جزء من حديقة الأزبكيه و ميدان الأوبرا و بعض المباني الباقيه من الزمن الخديوي و قد طالها الأهمال و الخراب و مسجد الكخيا ( عثمان كتخدا ) الذي يظهر في ركن المنطقه و قد إنزوي مثلما إنزوي تاريخ هذه البقعه التي كانت في يوم من الأيام من تأسر الألباب و تبهر الأبصار .

    ________________________________
    * الصوره من رسم أوربي يوضح ميدان الأوبرا و تمثال إبراهيم باشا و من الواضح الصبغه الأوربيه للمكان .

    - الأزبكيه (1/3) http://goo.gl/TTYQW
    - الأزبكيه (2/3) http://goo.gl/TtMBK

    أ.س







    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •