منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    قضاء غزة تحت الانتداب البريطاني اعوام 1918/1948م

    يوميات عبد الرحمن الفرا
    للكاتب سليم المبيض
    -------------------
    في أربعة أجزاءوتجليد فاخر كانت يوميات المجاهد الكبير المرحوم بإذن الله / عبد الرحمن الفرا –أبو اسعد –
    رئيس بلدية خان يونس لربع قرن من الزمان وأكثر مابين أعوام 1930 –1958م
    وضمت الأجزاء الأربعة سيرة ذاتية نقلها المؤرخ المعروف الأستاذ سليم عرفات المبيض كما هي دون تغيير أوتعديل وببعض التعليق
    لكي يترك للقاري أن يحكم على ذلك الزمان الذي عاش فيه الشعب الفلسطيني بتفاصيله الصغيرة والكبيرة
    في ظل مواجهة الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية لإقامة كيان دخيل على المنطقة بكل أبعاده
    يمكننا أن نقسم تلك اليوميات إلى أربع أقسام مختلفة بعيدا عن ما صدر منها على أساس المنهج التاريخي الذي اعتمده الكاتب الكبير والمؤرخ الحصيف الأستاذ سليم المبيض قائلا :
    انه يقدم اليوميات كما هي لتسجل تاريخا للرجل – ماله وما عليه –
    ولكي يكون مرجع للأدباء والكتاب حين يفكروا في معالجة هذه المرحلة الحساسة من التاريخ الفلسطيني
    لأنها كتبت كيوميات يمكن أن تروى بقلم أديب روائي –
    وكتبت كيوميات يمكن أن تكون جزء من التاريخ الفلسطيني في ذلك الزمان من خلال مدينة خان يونس
    التي يمكننا القول أن لعبد الرحمن الفرا الفضل في التأسيس لنهضتها ووضعها في المكان الذي تستحقه
    وهي لا تزال بلدةصغيرة لم يزد تعداد سكانها قبل العام1948م عن خمسة عشر ألف إنسان
    فكانت واحدة من عشرين مدينة فلسطينية تتمتع بلديتها بمكانة مميزة
    في الهيئة العربية العلياوالمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج أمينالحسيني
    نحن يجب أن نقرااليوميات بنظرة المؤرخ أكثر من نظرة المحلل السياسي
    ومع هذا تقف الرؤيةعند التقسيم الرباعي التالي
    اليوميات العائلية
    يوميات البلدية –بلدية خان يونس
    اليوميات الوطنية –في ظل الهيئة العربية العليا
    اليوميات العربية مع حكماء وحكام مصر والأردن والسعودية بالتحديد
    والجدير بالذكر أن السيد عبد الرحمن الفرا كان من المؤسسين لجمعية الشبان المسلمين عام1927م
    والتي انطلقت من خلالها حركة الإخوان التي أسست لها فرعا في خان يونس منذ العام1928م
    كما كان لها فروعها في المدن الفلسطينية المهمة
    وكان لعبد الرحمن الفرا علاقته المميزة مع الإخوان في هذا الجانب التأسيسي
    0000000000000000000000000000000000000000000000
    ولن نخوض في اليوميات العائلية لأنها اقرب إلى الأدب منها إلى السياسة والتاريخ
    رغم أهميتها في كتابة الرواية الفلسطينية الواقعية التي تشكل الظل لأي عمل تاريخي وسياسي من منظوراجتماعي
    وسوف نكتب سلسلة مقالات عن اليوميات على مستوى البلدية
    واليوميات على مستوى الوطن الفلسطيني
    وعلى مستوى العلاقات مع دول الجوار العربي
    سائلين المولى عزوجل أن تكون هذه المتابعة إطلالة جادة للبحث عن جذورنا الفلسطينية
    لان مذكرات رجل مجاهد مثل عبد الرحمن الفرا عاصر القضية في مرحلة الانتداب تبقى مهمة
    لإنعاش ذاكرةالعالم بأن الشعب الفلسطيني ليس مجرد لاجئين هبطوا من القمر
    لكنهم أصحاب حق وأصحاب ارض وأصحاب حكم وأصحاب سيادة
    فكل مدينة فلسطينية يجب أن تحكي قصتها مع السيادة والأرض والحكم في مدن فلسطين كلها
    وليتنا نجد مثل مذكرات عبد الرحمن الفرا لدى كل الرجال الذين عاصروا تلك الفترة ما قبل النكبة
    لنبحث عن يوميات السيادة الفلسطينية في كل المدن الفلسطينية :
    حيفا وعكا ويافاوالمجدل ورام الله والخليل واللد والرملة ونابلس وجنين وطولكرم
    وبئر السبع وغزة وأريحاوخان يونس وبالطبع تاج فلسطين القدس
    من يكتب لنا يوميات السيادة الفلسطينية على مدننا التي اغتصبها الصهاينة
    هذا يثبت ان فلسطين كان يحكمها شعب عربي مسلم ومسيحي حتى العام1948م
    لا يكفي أن نكتب عن النكبة من منظور إنساني
    بل يجب أن نكتب القضية من منظور أننا العرب المسلمين :
    كنا نسود هذه المدن التي تصهينت بفعل فاعل
    وهنا المقدمة على أمل أن اكتب في سلسلة مقالات أخرى اليوميات بشيء من التفصيل أكثر
    والله من وراء القصد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    خان يونس في يوميات عبد الرحمن الفرا
    عرض يسري راغب
    ------------------
    في يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا نقرأ في الجزء الأول من يومياته والبالغ عدد صفحاته 650 صفحة عن إنشاء أول مجلس محلي لبلدية خان يونس بعد المعركة التي دارت بين العثمانيين والبريطانيين في خان يونس مابين : 1/3/1917م وحتى7/11/1917م
    لتعيش المدينة في ظل حكم عسكري بريطاني حتى نهاية العام1918
    يتم بعدها تعيين اول مجلس بلدي خان يونس
    برئاسة الحاج / إبراهيم الفرا وضم المجلس أعضاء من عائلات / الأغا وشراب والاسطل والفرا
    ليشرف على الأعمال البلدية في منطقة تبدأ من رفح وحتى دير البلح
    واستمر هذا المجلس حتى وفاة الحاج إبراهيم الفرا عام1928
    ثم جاءت الدعوة لإجراء أول انتخابات بلدية لتشكيل ثاني مجلس بلدي البذي تشكل من :
    الحاج سليم الأغا رئيسا / وعضوية كل من :-
    احمد إبراهيم الاسطل / الحاج مصطفى شراب / الحاج حسن حامد الفرا / الحاج منصور بربح / الحاج حمدان سعيد الأغا
    وكان تعداد سكان خان يونس والقرى التابعة لها يصل إلى ما يقارب الخمسة عشر ألف نسمة موزعين كالأتي
    خان يونس 7518 يسكنون 717بيت
    بني سهيلا 2036يسكنون 406بيت
    عبسان 1144 يسكنون 186بيت
    رفح 1423 يسكنون 228بيت
    دير البلح 1587 يسكنون 340 بيت
    جميعهم من المسلمين السنة ما عدا عشرة أشخاص فقط يدينون بالمسيحية
    وكان عبد الرحمن الفرا في تلك الآونة يتولى إدارة الأوقاف لخان يونس وتوابعها
    كما ترأس جمعية الشبان المسلمين / فرع خانيونس منذ العام1930م
    وأنصاره ورفاقه في الهيئتين وقفوا مطالبين بإعادة الانتخابات البلدية لعدم كفاية المجلس البلدي
    وقد رفض المندوب السامي هذا الطلب كما أمرهم بإزالة ما قاموا بوضعه من حواجز حول موقع القلعة الأثري في المدينة
    لحمايته كجهة مسئولة عن الأوقاف في المدينة
    لدرجة هدد حاكم لواء غزة فيها : المجاهد عبد الرحمن الفرا ورفاقه / راغب شراب ومصطفى العباد له واحمد الاسطل وغيرهم بالغرامة
    وهم الذين وقعوا على عريضة تطالب بتغيير المجلس البلديالذي يرأسه الحاج سليم الأغا لعدم كفايته
    وكان ذلك بتاريخ 20/7/1934م
    واستمر هذا السجال بين الفريقين حتى تم إقرار إجراء انتخابات بلدية جديدة في29/3/1935
    وتكليف لجنة انتخابات للإشراف على الانتخابات برئاسة الحاج سليم الأغا وعضوية كل من /
    عبد الرحمن الفرا / الحاج مصطفى شراب / الحاج منصور بربخ
    وقد اعترض عدد من رفاق عبد الرحمن الفرا على وجود الحاج سليم الأغا على رأس لجنة الانتخابات بصفته رئيسا للمجلس البلدي المزمع إجراء الانتخابات حوله
    وكانت قضية شغلت قضاء غزة ترافع فيها فهمي بك الحسيني عن عبد الرحمن الفرا ورفاقه
    بينما كان رشدي الشوا المدافع عن الفريق الثاني الذي يرأسه سليم الأغا
    وعرضت القضية على محكمة يافا المركزية
    وكانت نتيجتها فوز عبد الرحمن الفرا ورفاقه ونجاحهم في تشكيل ثالث مجلس بلدي لخان يونس برئاسة عبد الرحمن الفرا
    ليبدأ المجاهد عبد الرحمن الفرا مسيرة الإصلاح في بلدية خان يونس كرئيس للمجلس البلدي منذ ذلك التاريخ وحتى نهاية الخمسينات
    ----------
    خان يونس تحت الانتداب البريطاني
    جمعية الشبان المسلمين
    --------------------------
    قام الاحتلال البريطاني بتقسيم فلسطين في أول يوليه عام1920م إلى سبعة ألوية
    كانت غزة واحدة منها عاصمة للواء الجنوبي لفلسطين الذي يضم :-
    خان يونس وبئر السبع وغيرها من قرى وبلدات الجنوب الفلسطيني
    وكان حينذاك يتولى رئاسة البلدية في خان يونس الحاج إبراهيم الفرا مابين 1920-1928م
    وكان للواء حاكم بريطاني وقائمقام عربي بجانب رؤساء بلديات اللواء
    ويذكر المجاهد عبد الرحمن الفرا في يومياته أن البريطانيين تدعيما لامبراطوريتهم :
    وصلوا خط السكة الحديد القادم من مصر / الإسماعيلية – القنطرة – العريش – رفح – خان يونس إلى ميناء حيفا شمال فلسطين
    وهذا الأمر زاد من أهمية خان يونس وسط هذا الطريق الحيوي الهام لجيوش بريطانيا العظمى في مصر والشام خلال الحرب العالمية الاولى والثانية
    وكان الحاكم الانجليزي ممثلا للمندوب السامي البريطاني على فلسطين
    وهو الذي يتولى الإشراف على إدارة الشؤون البلدية والقروية لكافة أنحاء اللواء وأهمها :
    الانتخابات البلدية في البلدات الرئيسية
    وهو صاحب الصلاحية في عزل رئيس وأعضاء أي مجلس بلدي تحت رغبات الناس
    وهو ما تم فعلا حين تقدم مجموعة من سكان خان يونس على رأسهم المجاهد عبد الرحمن الفرا مطالبين بعزل سليم الأغا الرئيس الثاني للبلدية لعدم كفاءته واستجاب حاكم اللواء لهذا المطلب
    وكانت مصادر قوة عبدالرحمن الفرا رئاسته : لجمعية الشبان المسلمين الرديف لحركة الإخوان في أعوامها الأولى داخل فلسطين
    والتي ساعدت على نجاح عبد الرحمن الفرا في الانتخابات الثالثة لبلدية خان يونس أواخر العام1935م تتويجا لنشاطاته في رئاسة جمعية الشبان المسلمين وأوقاف خان يونس ومؤيدوه في المكانين ضمت كل من :
    الشيخ علي شراب والشيخ يحيى شبير وسعيد عاشور وادي وعيادة بربخ والشيخ سعيد حمدان الأغا وعلي احمد الاسطل ومصطفى احمد جاسر وصادق محمد نصر وعثمان عبداللاه وخليل عبد الباري وراغب شراب /
    ومن خلال هذا التكتل تم التواصل بين جمعية الشبان المسلمين وجمعية الهدى المصرية
    وجريدة الجامعة العربية برئاسة منيف الحسيني وسليم المدهون رئيس جريدة النذير
    ومع الكتلة الوطنية بدمشق
    حيث شملت اليوميات الخاصة بالمجاهد عبد الرحمن الفرا اتصالات مع كل هؤلاء في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان
    ظهرت من خلال برقيات التهاني المتبادلة في المناسبات العامة والخاصة
    كما حدث عند فوزه برئاسة بلدية خان يونس أواخر العام1935
    حين بدأت تتوثق علاقاته بالحاج أمين الحسيني عندها من خلال العلاقة التي جمعت الشبان المسلمين بالمجلس الإسلامي الأعلى
    كما توثقت علاقاته برئيس تحرير صحيفة الجامعة الإسلامية للسيد سليمان التاجي الفاروقي الذي تعلم في الأستانة وأتقن اللغات الفرنسية والانجليزية والتركية
    وكان فرع الجمعية في خان يونس شريك في كل المؤتمرات الخاصة بالجمعية في كافة أرجاء العالم منذ المؤتمر الثالث عام 1930م وقد شاركت فيه فروع / القاهرة والإسكندرية وسوهاج وكفر الشيخ وحيفا وخان يونس وجنين والرملة وعكا وسلوان من مصر وفلسطين قبل انتشارها في دول الشام الاخرى وقد اصدر هذا المؤتمر قرارات مهمة شملت مايلي :-
    اعتراض المؤتمر على منع الموظفين من الانتساب للشبان المسلمين وإغلاق مقري يافا وغزة
    والاحتجاج لدى الحكومة الايطالية لإغلاقها مركز العلوم السنية
    والاحتجاج لدى روسيا لإغلاقها المساجد في اراضيها تحت سيطرة ستالين
    ودعت لتقوية الجمعية بافتتاح المزيد من الفروع لها وزيادة عدد المنتسبين إليها
    وإنشاء صحف إسلامية ونشر الوعي الديني ومقاومة الإلحاد وتشجيع الكتابة في الآداب الاسلاميه
    ومقاومة حركات التبشير
    وتوجيه الشكر إلى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الفلسطيني
    وشكرالأمير شكيب ارسلان من لبنان والأديب المصري احمد تيمور على دعمهم لجمعية الشبان المسلمين
    لقد كانت هذه الجمعية معمل تفريخ أسس لحركة عالمية إسلامية هي حركة الإخوان المسلمين التي انطلقت من مصر إلى فلسطين ثم انتشرت في من فلسطين الى الاردن فسوريا ثم باقي ارجاء المعمورة

  3. #3

    ثورة 1936-1939م في فلسطين
    --------------------------------

    منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واعلان الجنرال البريطاني اللنبي في ساحة المسجد الاقصى ان الصليبيين لن يخرجوا بعد اليوم من بيت المقدس
    وتسريب اخبار عن وعد بلفور في اعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين
    ومادار في اجتماع سري بين زعماء الحركة الصهيونية وبين الشريف حسين برعاية بريطانية
    للقبول باسكان بعض من اليهود المضطهدين في فلسطين ومشاركتهم عرب فلسطين بناء دولة حضارية
    ولم يكن هذا الا زيف وتزير ليمهد الى اقامة الدولة الصهيونية
    فثار الشعب الفلسطيني تحت قيادة موسى كاظم الحسيني مابين اعوام1919-1929م
    حين انطلقت ثورة البراق الكبرى والتي وقف الاحتلال البريطاني فيها مناصرا لليهود واعدم الكثيرين من الشعب الفلسطين
    ووقفت قيادات الشعب الفلسطيني رافضة هذا الانحياز البريطاني للصهاينة
    وكانت في اللواء الجنوبي وعاصمته غزة حركةاحتجاج على كافة المستويات
    تستنكر الاعتقالات التي تمت بحق ابناء الشعب الفلسطيني
    ولعبت جمعية الشبان المسلمين بكافة فروعها في فلسطين ومصر ولبنان وسورية مع البلديات الفلسطينية والمجلس الاسلامي الاعلى
    صفا واحدا لتحرير اسرى الشعب الفلسطيني في المعتقلات البريطانية
    وكان هذا مدخلا لتعاون اوثق بين الفلسطينيين وبعضهم البعض وبينهم وبين القوى العربية والاسلامية في دول المواجهة المجاورة لفلسطين
    والتي شكلت بذور هذا التعاون حتى هذه اللحظة بين الحركة الاسلامية وبين انتفاضات الشعب الفلسطيني
    وهو ما دعى بالمجاهد السوري الشيخ عزالدين القسام ان ينقل مقاومته للفرنسيين في سوريا الى مقاومة الاحتلال البريطاني في فلسطين
    واتصل به كافة القيادات الفلسطينية المنتخبة في المجالس البلدية والمجلس الاسلامي الاعلى وجمعيات الشبان المسلمين
    حتى كون قوة لاباس بها وقفت في وجه الصهاينة والاستعمار البريطاني
    فكانت المعركة العسكرية الكبرى بين قوات المجاهد القسام والقوات البريطانية والغيرمتكافئة عددا وعدة
    حيث حشد الانجليز خمسةالاف جندي مدججين بالاسلحة الثقيلة ليحاصروا خمسمائة فدائي بالاسلحة الخفيفة البدائية
    وتحت راية اسلامية بقيادة المجاهد السوري الاصل الشيخ عزالدين القسام عام1935م في غابات يعبد
    وكان استشهاد القسام احد الاسباب الرئيسية لاعلان الثورةعلى الاحتلال البريطاني
    والذي تجلى بالاضراب العام في كافة ارجاء فلسطين طوال ستة اشهر مابين ابريل الى اكتوبر1936م
    وكانت لخان يونس وغزة وقفتها ومع لجان التنسيق التي تشكلت بقيادة الحاج امين الحسيني رئيس الهيئة العربية العليا لادارة شؤون فلسطين
    حيث نظم الاضراب العام بكفاءة واقتدار وكل فدائية رغم تعسف المحتل البريطاني واعتقاله لعدد كبير من وجهاء واعيان الشعب الفلسطيني
    واتباعه سياسةالنفي والابعاد لهؤلاء المجاهدين من بلداتهم الى بلدات اخرى داخل فلسطين

    ثورة1936-1939م في قضاء غزة
    --------------------------------
    في يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا الكثير من تلك التفاصيل حيث بدأت العمليات العسكرية للمقاومين الفلسطينيين في خان يونس وغزة بقطع أسلاك التليفون وتفجير خطوط السكك الحديدية والتظاهرات بعد أن تراجع الانجليز عن وعودهم للهيئة العربية العليا بإيقاف الهجرة اليهودية فقررت القيادة الفلسطينية التحول إلى عسكرة الانتفاضة بطرق سلمية كما قلنا / اعتصام وقطع أسلاك التليفون وخطوط السكك الحديدية فقررت السلطات البريطانية نفي زعماء الشعب الفلسطيني من بلداتهم إلى بلدات بعيدة داخل فلسطين على أن يكونوا تحت مراقبة البوليس البريطاني ومن خان يونس نفي / عبد الرحمن الفرا والمختار مصطفى أبو حسن الفرا والحاج سليم الأغا والحاج سعيد حمدان الأغا إلى سمخ / وكل من راغب شراب واحمد الاسطل ومصطفى العبادلة إلى بيسان لمدد تتراوح بين الستة أشهر والعام وفي الوقت نفسه كان هناك زعماء من حيفا وعكا ينفون إلى غزة وخان يونس وقد كان التواصل شبه يومي بين قيادات العمل الوطني فنرى المجاهد عبد الرحمن الفرا يتوجه إلى اللد مع فهمي الحسيني ومنها إلى القدس للقاء المفتي الحاج أمين الحسيني للتنسيق والتشاور حول استمرارية الثورة وبحضور رئيس بلدية الفالوجا الشيخ محمد عواد وأمين عبد الهادي من جنين وأمين التميمي من الخليل والدكتور فؤاد الدجاني من القدس وممثلين عن رام الله ويافا حيث فلسطين قلب واحد ضد الهجرة اليهودية وتعسف السلطات البريطانية مع تزايد أعمال المقاومة الفلسطينية للوجود البريطاني المنحاز للصهاينة وهذا ما دعى الحاكم العسكري للواء الجنوبي للتنبيه على كل القيادات الفلسطينية إن لم يوقفوا عمليات العصيان المدني ومقاومة الاحتلال البريطاني فإنهم سوف يواجهون قرارات بالنفي والترحيل وهو ما تم تنفيذه بحق عدد من أعيان غزة وخان يونس للمرة الثانية / في 17/2/1937م بنفي كل من :راغب شراب / إبراهيم غانم شراب /مصطفى الفرا/ عبد الكريم الفرا/ احمد الأغا/عثمان عبد الله/مصطفى عبد الله / احمد الاسطل/سليم عثمان الاسطل/عليان المصري/ عبد الله العقاد000الخ حيث وزعوا كل اثنان في بلد بعيد عن اللواء الذي يسكتونه / حيث تم تغيير الحاكم العسكري لغزة المستر ريدنغ لاستمرار الاضطرابات في اللواء / وعلى الرغم من محاولات القائمقام العربي للواء/ عبد الرزاق قليبو ونائبه السيد/حسان هاشم – للتوسط بإلغاء نفي كل هذا العدد من أعيان ووجهاء قضاء غزة فقد تم تنفيذ القرار وقد شهدت مدن اللواء الجنوبي في30/4/1937م اعتصام ومظاهرات في موسم المنطار وهو تله شرقي مدينة غزة الذي يقام في نفس اليوم من كل عام وقاطع الكثيرين حفل تتويج الملك جورج السادس الذي أقامه الحاكم البريطاني في غزة يوم11/5/1937مووصل المفتي الحاج أمين الحسيني إلى غزة بنفسه وأقام عند فهمي الحسيني رئيس بلدية غزة لمتابعة أعمال الثورة ولقاء سلطان لبهرا الهندي الذي وصل إلى غزة تعاطفا مع الشعب الفلسطيني رغم أن الهند كانت محمية بريطانية كما زار هيلاسلاسى إمبراطور أثيوبيا آنذاك غزة في طريقه إلى القدس / والشعب يحتفل بالمولد النبوي الشريف في21/5/1937م / واستمرت عمليات المقاومة والعصيان المدني فكان القرار التالي :
    قرر الحاكم العسكري البريطاني / فاركلي – الغرامة على البلديات وحجب المساعدات المقررة لمشاريع المياه والأشغال العامة و يشتمل إبعاد ونفي رؤساء البلديات أنفسهم وعلى رأسهم المجاهد عبد الرحمن الفرا الذي تم نفيه إلى بلدة سمخ على البحر الميت ومعه الحاج سليم الأغا الرئيس السابق لبلدية خان يونس/ وابلغ القرار بواسطة هيرتل مدير البوليس الانجليزي للواء وكانت الصحافة الفلسطينية اليومية والأسبوعية تتابع كل هذه الممارسات / كما جاء في صحيفة الصراط المستقيم لعبد الله القلقيلي وجريدة اللواء في يافا وجريدة الإقدام للخواجة نسيم / وجريدة الشورى ووفاء العرب التي يمتلكها الكاتب الرحالة / محمود منير – وكل هذا لم يمنع تنفيذ قرار النفي بواسطة سيارة البوليس برئاسة الضابط / هاشم الداهودي الذي وضع جميع المنفيين في سجن غزة تمهيدا لنقلهم إلى المنافي : عبد الرحمن الفرا وسليم الأغا إلى سمخ – واحمد الأغا واحمد الاسطل إلى عسلوج – ومصطفى الفرا والشيخ سعيد الأغا إلى بيسان – والشيخ فهمي شراب وإبراهيم غانم شراب إلى الخالصة وعثمان عبد الله وراغب شراب إلى أريحا وكانت معاناة للأهل قبل أن تكون معاناة للرجال المنفيين وحتى نهاية العام1937م




  4. #4
    ا ل منفى سمة الثورة
    في يوميات عبد الرحمن الفرا
    اتضحت علامات التكافل الاجتماعي في سنوات الثورة التف الجميع حول عائلات المنفيين بعيدا عن بلدانهم كما كان الكل يذهب قدر استطاعته إلى المنفيين حيث يقيموا تحت حراسة الانتداب البريطاني فلم يشعر الذين تم نفيهم بالغربة وكل يوم يفد إليهم زوار من بلداتهم إضافة إلى ذلك الاحتضان الدافئ من قبل سكان البلدات التي استقبلتهم وكان النفي فرصة لعمليات جهادية ضد الانجليز من خلال التواصل بين المجاهدين على طول البلاد وعرضها فقد كانت فرصة أن يتعرف كل الفلسطينيين يبعضهم البعض وفرصة لكي يظهروا مساندتهم لبعضهم البعض وفرصة لانطلاق التظاهرات رفضا لنفي زعماءهم وفرصة للاحتفالات بعودة المنفيين انتهت خلالها أيضا النزاعات العشائرية وذابت في بوتقة العمل الوطني وتحت مظلة فلسطينية واحده وتحت تأثير هذا الالتفاف الوطني الفلسطيني كان ينعقد مؤتمر عربي في بلودان السورية لنجدة أهل فلسطين حضره عن غزة / فهمي الحسيني في 15/9/1937 – ومع هذا النضال اليومي سارت الحياة في فلسطين ولم يتوقف المدرسون عن أعمالهم والأمن مستتب لا فوضى ولا سرقات تتوفر المياه والمواد الغذائية فالكل يعمل من جانبه ليستمر الصمود أطول فترة ممكنة حتى يسمع العالم كله صرخة الفلسطيني تحت الانتداب البريطاني
    الثورة 1938-1939م
    في يوميات عبد الرحمن الفرا
    هذا العام هو استمرار لثورة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني وكانت خان يونس هي المقاومة الأولى للتواجد العسكري البريطاني المساند للصهاينة حيث كانت المحطة مابين القوات البريطانية في قناة السويس وتحركها إلى شمال فلسطين فكان لثوار خان يونس الفعل المستمر بقطع أسلاك التليفون وتفجير خطوط السكك الحديدية لتعطيل حركة القطارات الناقلة للقوات البريطانية وقد تم تغيير الحاكم العسكري البريطاني لقضاء غزة لفشله في السيطرة على الوضع لكن هذا كله لم يمنع الثوار من تفجير خط السكة الحديد في يوم25/3/1938م وقتل عسكري انجليزي وتم حظر التجول في القضاء وفرض غرامات وعقوبات واعتقالات وإلغاء الدعم الحكومي للبلديات لدرجة أن الحاكم العسكري الجديد أمر رؤساء البلديات بركوب القطار حتى إذا وجد لغم انفجر فيهم – وبالمقابل فان حكومة الانتداب لم تكن تتعامل بنفس القسوة ضد الصهاينة وهم يقومون بعمليات التفجير في مختلف أنحاء فلسطين ففي 6/6/1938م فجر اليهود سيارتان في سوق الخضار بحيفا واستشهد 21 فلسطيني وهذا هو تاريخهم الإرهابي ضد المدنيين فكان الرد عليهم من جانب العرب ليس موجها للمدنيين بل للعسكريين القادمين بالقطارات خاصة بعد اشتعال الثورة في شمال فلسطين إلى درجة كبيرة دعت حكومة الانتداب لنقل آلاف الجنود من قناة السويس إلى حيفا وكان قرار الهيئة العربية العليا في فلسطين هو تدمير خط السكك الحديدية من رفح إلى غزة وهذا الأمر استلزم جهد آلاف من الفلسطينيين في رفح وخان يونس وغزة تمكنوا خلال يوم وليلة من تفكيك وتفجير عشرين كيلومتر من خطوط السكك الحديدية لمنع وصول الإمدادات العسكرية لقوات الانتداب لقمع الثورة في شمال فلسطين ورافق ذلك إعلان الإضراب العام في كافة أنحاء فلسطين ومقاطعة الاحتفالات الخاصة بتعيين المندوب السامي الجديد لفلسطين ولم تنقطع هذه الأعمال طوال العام1938م وتجلى الاستبداد في اعتقال الانجليز لرئيس بلدية غزة فهمي الحسيني أوائل ديسمبر عام1938م خاصة بعد انفجار لغم في طريق مجاور لأملاك فهمي الحسيني وكان قد قتل في الانفجار اثنان من العرب واثنان من الجنود الانجليز وامتدت أعمال العنف عام 1939م ولم تهدا الثورة إلا بصدور قرار يوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين حيث بدأت بريطانيا محاولاتها للتقرب من العرب مع بدء الحرب العالمية الثانية
    الثورة في شمال فلسطين
    التنظيم الإداري
    1- القيادة العامة في دمشق يتكون من القائد العام وقواد المناطق ومستشارين
    مشهود لهم بالكفاءة / ومهماتها شراء الأسلحة والذخائر تامين المساعدات المادية بكافة أشكالها وتخطيط المواجهات والدعاية والإعلام وإصدار البيانات الحربية
    2- القيادات المحلية موزعة على سبعة مناطق في شمال فلسطين هي / الكرمل وصفد وعكا وشفا عمرو والناصرة وطبريا وحيفا وتتكون من / القائد المحلي ومساعدان وضابط فني وخبير في زرع الألغام والمتفجرات في ما يشبه غرفة العمليات التي تتصل بخمسة عشر فصيل موزعين على المنطقة كل فصيل يتكون من خمسة عشر مقاتل وتصرف لهؤلاء مساعدات مالية شهرية بواقع جنيهان للجندي وأربعة لرئيس الفصيل وخمسة لمساعدي القائد وستة للقائد لتسيير أمورهم الحياتية اليومية وتؤمن القيادة العامة الأسلحة والمؤن ووسائل النقل ودعم مناسب للمقاومة الشعبية واهم إعمالها / الهجوم على القوافل والدوريات العسكرية البريطانية والصهيونية وتدمير أنابيب البترول في حيفا وخطوط السكك الحديدية وخطوط التليفونات وحرق الدوائر والمتاجر الصهيونية والبريطانية وملاحقة الخونة ومحاربة تجار السوق السوداء والأراضي
    3- منعا لأي التباس فقد طلبت اللجان الثورية من أبناء فلسطين ارتداء الزي العربي بالغترة والعقال
    4- تم تنفيذ الكثير من العمليات القتالية في الشمال الفلسطيني فهاجمت فصيلة رياض الخطيب من حيفا دورية انجليزية في 6/7/1936 وقبلها هاجمت فصيلة من عكا دورية أخرى يوم 24/6/1936ومن ابرز المعارك / معركة جسر رشميا في حيفا بقيادة / عيسى الخليل وعبد القادر علي فقتلت عدد من اليهود في سيارة باص وقتلوا ضابط انجليزي في حيفا وألقيت قنبلة على دائرة اليهود في بلدية حيفا وقام الثوار بمهاجمة اليهود في مينائي عكا وحيفا وقد شملت العمليات النوعية كل من / قرية عصفورية – واجنادية في الكرمل – ووادي الطبل – ومعركة فسوطة ومعركة عرب العرامشة وقرية سعسع بقيادة الشيخ محمود أبو سالم في شفا عمر ومن ابرز معارك صفد بقيادة عبد الله الشاعر الهجوم على مراكز الغاصبين في بداية العام 1937م والمعروف أن صفد لاقت في ثورة البراق عام1929م الكثير من الويلات على أيدي الانجليز/ كما برز اسم القائد عبد الله الاصبح وصبحي شاهين في طبريا / و نايف ألزغبي في الناصرة حيث تمكن الثوار من قتل حاكم لواء الجليل الانجليزي اندرو زو / ولكن تبقى معركة حيفا الكبرى هي التي شارك فيها ثمانون ثائر بقيادة / الشيخ سليمان خالد الحصني والشيخ رشيد عبد الله هاجموا كافة مراكز التجمع العسكري البريطانية في3/ ابريل 1939م وأصابوا الكولونيل تمبلر احد ابرز القادة الانجليز في الأردن وفلسطين وقد كان المكلف بضم الأردن إلى حلف بغداد في العام 1955م
    5- سجل خالد للثوار في فلسطين يحتاج للكثير من التوثيق لبطولات شعب اعزل من السلاح استطاع أن ينظم نفسه ويطلق ثورة استمرت ثلاثة أعوام دون نصير في مواجهة قوة بريطانيا العظمى والصهاينة المدربون والمسلحون ونحتاج إلى الكثير من الصفحات التي نسجل فيها بطولات فلسطين في ثورة1936-1939م حتى اخر معركة في طرشيما يوم 18/9/1939م قبل نشوب الحرب العالمية الثانية بقليل وقتل فيها ما يربو على 120 انجليزي
    مقابل خمسة عشر شهيد بقيادة رباح العوض ومحمد الغزلان من حيفا
    تلك سيرة مختصرة وموجزة عن ثورة اعوام1936-1939 في شمال وجنوب فلسطين ولعلنا نفتح صفحات أخرى لتقديم بعض من السطور عن تلك الثورة المجيدة



المواضيع المتشابهه

  1. هل كانت القدس يهودية زمن الانتداب؟
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-09-2015, 12:37 AM
  2. الانتخاب الثقافي - أجنر فوج
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-03-2015, 09:51 AM
  3. خطاب الانتخاب في الثقافة السياسيةالفلسطينية
    بواسطة عماد موسى في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-04-2015, 06:45 AM
  4. استقلال أرمينيا 28 أيار 1918 بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-30-2013, 04:46 PM
  5. راعي اغنام والمستشار
    بواسطة أبو يحيى في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-27-2010, 10:00 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •