المنسيون في فلسطين المحتله
----------------------------------

مجموعة بحوث ودراسات حول اوضاع اهلنا عرب فلسطين تحت قهر الكيان الصهيوني المزعوم

------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المنسيون في فلسطين المحتله عام 1948
-----------------------------------
أولا : مقدمة الدراسة :
في عام 1882 م صدر كتاب أحباء صهيون للكاتب الصهيوني المتطرف " جابوتنسكي " أطلق فيه فكرة مفادها أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد لليهود ولا بد أن يتم التحالف مع الشيطان من أجلها لقيام الوطن القومي اليهودي وفي عام 1896 م أصدر تيودور هرتزل كتاب الدولة اليهودية وضمنه باختصار الخطة الصهيونية لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين وفي العام 1897م عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في مدينة بازل بسويسرا حضره أكثر من مائتي عضو يمثلون اليهود في ستة عشرة دولة مختلفة وبوجود مئات المراقبين ويعتبر تيودور هرتزل المؤسس الأول للصهيونية وقد بذل جهوداً لدى السلطان عبد الحميد في تركيا عام 1904 م حيث توفي فى نفس السنة وتم نقل رفاته بعد قيام إسرائيل إلى القدس عام 1949 م .
وتولى قيادة الحركة الصهيونية من بعده الدكتور " حاييم وايزمان " الذي عين أول رئيس لدولة إسرائيل بعد قيامها وقد اتخذت الحركة الصهيونية من الدين ركيزة أساسية وكان هدفها إقامة إسرائيل الكبرى ذات الهوية اليهودية النقية ثم أصبح لها هدف سياسي بضمان بقاء الدولة العبرية في ظل تفوق عسكري واستراتيجي .
وقد استطاعت الحركة الصهيونية أن تؤسس لفكرة أرض الميعاد لدى اليهود في كل العالم وكان أهم أهدافها هو إزاحة السكان الأصليين الفلسطينيين عن أرضهم خاصة بعد إعلان وعد بلفور 2 نوفمبر 1917 م بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين حيث بدأت الهجرة اليهودية تتزايد إلى فلسطين وسط غفلة من العرب الذين صدقوا الوعد البريطاني لهم بالحرية والاستقلال لكن التأثير الصهيوني كان قوياً على الاستعمار البريطاني في تعيين الصهيوني هربرت صموائيل مندوباً سامياً بريطانياً على فلسطين منذ عام 1922 م ومع تزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين حدثت المواجهات بين عرب فلسطين والمهاجرين اليهود وكان أعنفها تلك التي حدثت عام 1929 م وقتل فيها وأصيب المئات من العرب واليهود ثم كانت الثورة العربية الشاملة في فلسطين أعوام 1936 – 1939 م لمواجهة ضياع الوطن الفلسطيني على أيدي المستعمر البريطاني المتواطئ مع الحركة الصهيونية في نفس الوقت الذي كان يتزايد فيه عدد القوات العسكرية اليهودية المسلحة خاصة بعد انفصال جابوتنسكي عن المنظمة الصهيونية العالمية بعد خلاف شديد بينه وبين حايم وايزمان في العام 1934م .
وخلال الحرب العالمية الثانية أعوام 1939 م – 1945 م كانت الأمور هادئة نسبياً في فلسطين لرغبة بريطانيا في إرضاء العرب وكسب مواقفهم بجانبها ضد دول المحور وأوقفت الهجرة اليهودية خلال تلك الفترة ثم عادت ابتداءا من العام 1946 م إلى التزايد مرة أخرى لدرجة أصبح فيها اليهود يشكلون خطراً واقعياً وحقيقياً على عروبة فلسطين وهو ما دفع الحكومة البريطانية إلى ترحيل القضية برمتها إلى الأمم المتحدة بعد أن اطمأنت لقوة الصهاينة اليهود في فلسطين .
وتتناول هذه الدراسة التوجهات السياسية لعرب 1948 وعلاقتهم بالدولة والمجتمع السياسي في إسرائيل دراسة تحليلية ونلقي نظرة علي ما قالته ابرز النظريات في علم الاجتماع السياسي الإسرائيلي بشان الدولة والمجتمع في إسرائيل كما تتطرق إلي الخلفية التاريخية للعرب عام 48م وتحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأقلية العربية في إسرائيل ورصد ابرز التيارات السياسية لدي العرب ومناقشة أزمة الهوية للعرب وكذا أزمة العمل السياسي والعلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ولا يفوتنا الإشارة هنا إلي نقطة ارتكاز في هذه الدراسة وهي المنطلقات والتوجهات السياسية لعرب 1948 والنشاط السياسي وأنماط التصويت في الانتخابات البرلمانية مع التوجهات الحزبية للخريطة السياسية للعرب في إسرائيل مع التركيز علي بروز التيارات القومية والأحزاب الإسلامية والنضج السياسي لتلك الأحزاب ولا بد من التأكيد علي محاور أخري في الدراسة تشمل الصراع علي الهوية بين القومية السياسية العربية والإسلامية في إسرائيل من خلال البرامج الانتخابية والأوزان البرلمانية.