الاطباء يختلفون حول علاج الرجل الهرموني


GMT 4:45:00 2009 الخميس 1 أكتوبر



نهى أحمد



يختلف الاطباء والمختصون حول علاج الرجل الهرموني في ما خص سن اليأس لديه، فمنهم من يحبذ استخدام الادوية في العلاج، ومنهم من يؤكد عدم فاعلية بعض الادوية في ذلك.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نهى احمد من سان خوسيه:على الرغم من ان انواعًا مختلفة من العقاقير التي تحتوي على هرمون تيستوستورون قد نزلت الى الاسواق منذ فترة غير طويلة من اجل معالجة حالة اليأس التي يصاب بها الرجال فوق سن الخمسين عندما يدخلون سن الياس ، الا ان الاقبال عليها لا بأس به، وذلك بعد اعلان عدد من الاطباء في بلدان في اميركا الجنوبية دعمهم لهذا العلاج الهرموني. حتى ان اطباء في بلدان مثل الارجنتين والبرازيل وكوستاريكا بدأوا يعتمدون هذه العلاجات لمرضاهم الرجال بعد اعترافهم بوجود سن يأس لدى الرجال وما يرافقه من مشاكل كالعصبية والاحباط الى جانب تراجع القدرة الجنسية.
وخلال مؤتمر الاطباء المتخصصين بالامراض الجنسية والغدة التناسلية الذي عُقد في العاصمة سان خوسيه الاسبوع الماضي اختلف موقف الاطباء المشاركين ايضًا حول هذا العلاج، فمنهم من باركه، بخاصة عقار هورمون التيستوستورون على شكل "جيل"( مرهم) مذكرين بالحملة الواسعة لجمعية بحوث الغدة التناسلية التي في قامت في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا للتنويه بعوارض تقدم السن لدى الرجل والتشجيع لشراء عقاقير الهرمون التي نزلت الى الاسواق الاميركية منذ اكثر من عامين. وحجة الاطباء ان حدود نسبة هورمون تيستستورون فوق سن الخمسين يجب ان تكون 10.5 نانوميل في ليتر الدم الواحد، وعند انخفاضها عن هذا المعدل يحتاج الرجل بالطبع الى علاج هورموني، لذا بالامكان اللجوء الى العقاقير الهورمونية التي تحتوي على التستاستورون. لكن اطباء اخرون رفعوا المعدل الى 12 نانوميل مما يجعل 20 في المئة من الرجال في العالم فوق سن الخامس والخمسين و35 في المائة ما فوق سن السبعين يشعرون بان مشاكل جنسية تهدد حياتهم.

بينما رفض آخرون هذا العلاج ووصفوا الشركات المصنعة له بانها تريد بيع الوهم للرجال باسعار خيالية وهذا تدجيل وخداع .
ومن بين الرافضين للعلاج بهورمون تيستستورون اوغوستيو الانسو الطبيب البرازيلي المتخصص بالامراض الجنسية والجلدية الذي حضر المؤتمر، لذا كانت مناسبة لاجراء ايلاف لقاء معه للاطلاع على اسباب رفضه للعلاج.

و يتهم الطبيب البرازيلي شركات صناعة الادوية بالاستناد الى الخدع للترويج لعقاقيرها هذه، كتحديد كمية هرمون التستستورون بشكل تعسفي وغير دقيق. وعند بدأت بالترويج للعقار لم تدعم حملاتها بحجج طبية او بتائج تجارب طويلة. فهناك رجال كبار في السن لا تتجاوز كمية هورمون التستستورون الثمانية في المئة، لكنهم لم يصابوا باي عوارض سن الياس كما وصفت الشركات، ويعيشون حياة جنسية عادية لمثل سنهم، حتى ان بعضهم يتزوج وينجب اولاد، والامثلة ليست قليلة.

ورغم ان العقاقير التي اصبحت في تناول الايدي في كل العالم تحظى باستحسان الرجال قال الانسو " خلال سنوات عملي العشر الاخيرة عالجت اكثر من الف رجل، لذا بامكاني القول ان هذه العقاقير قد تحقق حلم عدد قليل منهم وقد يكون عمر الحلم قصير، لكنه سيسبب للغالبية مشاكل كثيرة في بعد من اهمها ارتهانهم لها وعدم تغلبهم بواسطتها لاحقًا على العوارض التي يشتكون منها، وليس من الحكمة ابدًا الاقتناع بان المشاكل الجسدية والجنسية والنفسية التي تصيب المتقدمين في السن يمكن معالجتها بالهورمونات فهناك وسائل اخرى تافعة أكثر وارخص، عدا عن ذلك توجد مسببات نفسية لهذه الحالات من الخطر معالجتها بعقاقير هورمونية.

وبرأيه ايضًا هناك محاولات للخلط ما بين تراخي قدرة الرجل النفسية والجنسية نتيجة اضطرابات في غدته التناسلية وخاصية امراض اخرى، والعقاقير اي كان نوعها لن تحسن من قدرة الرجال الجنسية او تزيدها او تقوي عضلاتهم او عظامه، وهذا ما ستبرهنه السنوات المقبلة.

مجلة ايلاف