منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: هذا خلق الله

  1. #1

    هذا خلق الله

    السلام عليكم


    من عجائب عالم البحار ما لاحظه العلماء مؤخراً من دقة فائقة لدى بعض الكائنات البحرية مثل أسماك السلمون والسلاحف البحرية، وذلك في تحديدها للمكان الذي وُلدت فيه، فتجدها تعود إليه بعد سنوات دون أن تضلّ الطريق! ويحتار العلماء كيف يمكنهم تفسير هذه الظاهرة، وما هي القوة التي تهدي هذه المخلوقات إلى سبيلها.

    وأحدث نظرية تقول إن هذه المخلوقات تستخدم المجال المغنطيسي للأرض، فكل بقعة في اليابسة أو في البحر تتميز "ببصمة مغنطيسية" محددة، ويوجد في أدمغة هذه الكائنات خلايا خاصة وبرامج معقدة تتحسس لمثل هذا المجال المغنطيسي ويتم تخزينه ثم التعرف عليه لاحقاً،

    ويطلق على العلم الذي يدرس حركة الكائنات المنظمة movement ecology ولا يزال العلماء مندهشين في تفسيرهم لهذه الظاهرة العجيبة.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ولكننا كمسلمين ولله الحمد لا نعاني من هذه الحيرة في تفسير مثل هذه الظاهرة وغيرها، لأن الله تعالى حدثنا عنها وأشار إلى أنه عزّ وجلّ هو من أعطى هذه المخلوقات شكلها وهو من سخَّر لها أسباب الهداية، يقول عز وجل: ( الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) [طه: 50].

    وانظروا معي إلى رحمة الله الواسعة، حتى هذه المخلوقات لم ينسها من رحمته فسخَّر لها المجال المغنطيسي للأرض لكي تستخدمه في تحديد الاتجاهات ولتتمكن من العيش بأمان، حيث تعتمد في هجرتها وتوجهها على هذا المجال المغنطيسي.

    كذلك من رحمة الله تعالى أنه زودها ببرامج محكمة في أدمغتها (وبخاصة في منطقة الناصية) تستطيع من خلالها التوجه والتحكم وقيادة نفسها، مع العلم أننا نجد إشارة قرآنية رائعة لمثل هذه الحقيقة في قوله تعالى: ( مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [هود: 56]. فيارب خُذ بنواصينا إلى كل خير، واهدنا إلى أحب الأعمال إليك...

    ـــــــــــــ
    بقلم عبد الدائم الكحيل

  2. #2

    قنديل البحر


    الكائنات البحرية كثيرة، تظهر هذه المخلوقات بألوانها الزاهية، إنها مخلوقات رائعة وجميلة ولكنها مدمرة! فقد أفاد باحثون أمريكيون أن أسرابا ضخمة من قناديل البحر اللادغة وحيوانات هلامية مشابهة تخرب الشواطىء في هاواي وخليج المكسيك والبحر المتوسط واستراليا وأماكن أخرى.

    إن 150 مليون شخص معرضون لقنديل البحر على الصعيد العالمي كل عام وإن نصف مليون شخص لدغوا من القناديل في خليج تشيسابيك قبالة ساحل الولايات المطل على المحيط الأطلسي وحده!!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    وفي دراسة موسعة حول قناديل البحر فإن 200 ألف شخص آخرين يلدغون سنويا في ولاية فلوريدا وعشرة ألاف في استراليا من قبل قنديل البحر البرتغالي المميت.

    إن الصيد وصناعة السياحة في البحر الأسود خسرا 350 مليون دولار بسبب انتشار قنديل البحر المشط. ويقول التقرير إنه يمكن العثور على أكثر من ألف قنديل مشط بحجم قبضة اليد في مساحة متر مكعب في مياه البحر الأسود خلال الأيام التي تنشط فيها القناديل بقوة.


    ووفقا للدراسة فإن القناديل تأكل بيض الأسماك وتتنافس معها على الغذاء وتقضى على سبل كسب الرزق للصيادين.

    انظروا إلى هذا العالم المليء بالأسرار، حيوان بقبضة اليد أو أصغر يشكل تهديداً للبشر، بل ويشكل تهديداً للأسماك والكائنات البحرية، يقول تعالى: ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) [المدثر: 31].

    إنها القوانين التي أودعها الله في عالم البحار، فكل مخلوق ضمن الله رزقه وسخر له أسباب الرزق، يقول تعالى: ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) [الأنعام: 6].

    ـــــــــــــ
    بقلم عبد الدائم الكحيل

  3. #3

    الحوت الأزرق


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    هل تتصور معي أن مخلوقاً يعيش في البحار يزن أكثر من 150 طن! هذا المخلوق الذي يبلغ طوله أكثر من 30 متراً، ينطلق بكل حرية ومرونة ويصطاد ويمارس كل الأعمال التي تمارسها سمكة صغيرة!

    تصوروا معي لو أن البشر صنعوا آلة تزن 150 طن، ما هو حجم الطاقة التي ستحتاجها والمهندسين الذين سيشرفون على بنائها والبرامج اللازمة لتحريكها.

    لنقارن بين خلق الله وما أنتجته حضارة البشر، بالتأكيد لا مجال للمقارنة.

    يقول تعالىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) [الرعد: 16].


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بقلم عبد الدائم الكحيل

  4. #4

    العنكبوت البحري العملاق


    صورة عرضها موقع ناشيونال جيوغرافيك لعنكبوت عملاق يعيش في البحار،


    وهذا المخلوق مزود بجميع الوسائل التي تضمن له حياة هادئة، لنتأمل ونسبح الله تعالى....


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    هذا العنكبوت من الكائنات التي تم اكتشافها حديثاً ويعيش في أعماق المحيط في القارة المتجمدة الجنوبية، ويبلغ طول هذا العنكبوت العملاق 25 سنتمتر،

    ولاحظوا معي الأرجل الكبيرة التي تمنكه من العيش والحركة والاصطياد وهو في أعماق البحار المظلمة...


    ولا يخطر ببالي وأنا أقرأ عن مثل هذه المخلوقات إلا سؤال واحد: مَن الذي هدى هذه المخلوقات وهيأ لها سبل الحياة في ظلمات البحار.

    إن الذي يتأمل المخلوقات وما يكشفه العلماء كل يوم من أسرار جديدة في عالم الخلق يدرك أن هذه المخلوقات لم توجد بالمصادفة،

    وأكبر دليل على ذلك أن هذه المخلوقات صمّمت للعيش في أعماق المحيطات وهي مزودة بكل الوسائل التي تضمن لها العيش بأمان وهدوء! وانظروا معي إلى قول الحق تبارك وتعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: 11].


    بقلم عبد الدائم الكحيل

  5. #5

    انفجار بركاني تحت البحر

    نسعى دائماً لقراءة أي حدث أو اكتشاف علمي قراءة إيمانية، ونتذكر آية من آيات الله تعالى، فالقرآن لم يترك شيئاً إلا وحدثنا عنه، لنقرأ وننظر....


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    هذه صورة عرضها موقع ناشيونال جيوغرافيك لانفجار حدثت بتاريخ 18/3/2009 ونرى فيها انفجاراً بركانياً بالقرب من شاطئ جزيرة تونغا جنوب المحيط الهادئ، وقد بلغ طول الغيوم الدخانية التي غطت الشاطئ أكثر من عشرة كيلو مترات.

    ومثل هذه الانفجارات الضخمة كثيرة في عالم البحار، وهي تحدث عادة في قاع البحر وتتدفق الحمم المنصهرة بعنف مخترقة ماء البحر حتى تصل إلى سطح الماء وتعلو في الهواء لمئات الأمتار!!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ويذكرنا هذا المشهد بالقسَم الإلهي بهذه الظاهرة التي تشهد على صدق كتاب الله تعالى القائل: (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 1-7].

    فالبحر المسجور هو المحمَّى، وبالفعل نرى مثل هذه الانفجارات البركانية العميقة تحمّي وتسخن ماء البحر.


    وبسبب روعة وعظمة هذه الظاهرة فقد أقسم الله بها على أنه عذاب الله واقع لا محالة! فكما أننا نرى هذه البراكين العنيفة ولا نشك أبداً في رؤيتها كذلك سوف نرى نار جهنم وهي أشد وأعنف، وبالتالي مثل هذه المشاهد هي برهان مادي على صدق كلام الحق تبارك وتعالى وصدق يوم القيامة.

    إذ أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه علم بمثل هذه الظواهر حتى يقسم بها! والتفسير الوحيد لوجود ذكر لهذه الظاهرة (ظاهرة البحر المسجور) في القرآن هو أن الله تعالى هو قائل هذه الكلمات وقد جعلها دليلاً على صدق كتابه الكريم. وندعو بالدعاء الذي كان يكثر منه النبي الكريم: اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك


    بقلم عبد الدائم الكحيل

  6. #6

    لحماً طرياً



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يؤكد العلماء أن بروتين السمك ذو قيمة غذائية عالية، سهل الهضم ولا يخلف بعد امتصاصه إلا القليل من الفضلات والأبيض منه أسهل هضماً من اللحم ولذا فهو يعتبر غذاء مفيداً للمرضى المصابين باضطرابات في جهازهم الهضمي،

    كما يحتوي على جميع البروتيدات الكبريتية الرئيسية.
    ويتميز الدهن الموجود في السمك بغناه بالحموض الدسمة غير المشبعة، وهي حموض مفيدة وغير ضارة وتتصف بقدرتها على خفض مستوى الدهون في الدم مما يجعلها مفيدة في الوقاية من تصلب الشرايين وخاصة من أمراض الشرايين الإكليلية القلبية.


    ودهن السمك أسهل هضماًَ من دهن اللحم.


    قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 14]،

    يتبين لنا من الآية السابقة أن الله تعالى ذكر لنا أنه سخر لنا البحر لنأكل منه لحماً طرياً، وبالفعل يعتبر السمك من أطرى أنواع اللحوم،


    ويتميز بقيمة غذائية عالية، فسبحان الذي سخر لنا هذه النعم لنشكره عليها.

    بقلم عبد الدائم الكحيل

  7. #7
    لفت انتباهي السلاحف التي تعرف مكان منشئها والبركان وانفجاره اظنه منظر نادر الحدوث
    لك احترامي وشكري
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    لفت انتباهي السلاحف التي تعرف مكان منشئها والبركان وانفجاره اظنه منظر نادر الحدوث
    لك احترامي وشكري

    سرني مرورك يالغاليه,,

    فعلا ياسبحان الله,,

    تحياتي لك

  9. #9

    آيات الله في البحار

    آيات الله في البحار
    نعيش مع بعض الحقائق اللطيفة حول علم البحار القرآني، وهذا البحث من باب التذكرة، فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين...




    يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].


    منذ 1400 سنة لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن الحاجز بين النهر والبحر. وقد قام حديثا علماء بدراسة المنطقة حيث يصبّ النهر العذب في البحر المالح. وكانت النتيجة أن هذه المنطقة لها خصائص مختلفة كلياً عن الخصائص الموجودة في أيّ من ماء النهر أو ماء البحر.


    حتى إننا نجد أحدث الأبحاث العلمية تؤكد أن منطقة المصبّ يحدث فيها مزج مضطرب، وسبحان الله العظيم يأتي البيان الإلهي ليعبر عن هذه الحقيقة العلمية الدقيقة بكلمة واحدة وهي (مَرَجَ)!



    وهذا النوع من الحواجز تحدث عنه القرآن، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].


    لقد نشأ علم حديث اسمه ميكانيك السوائل يبحث في القوانين التي وضعها الله تعالى لتحكم أي سائل في الكون. ومن أهم السوائل بالنسبة لنا هو الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي فقال: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء:30]. ومن أهم القوانين التي تحكم هذا الماء قانون التوتر السطحي الذي بواسطته تحافظ كل قطرة ماء على شكلها و وجودها.


    ولولا هذا القانون لتبخر الماء ولم يتماسك أبداً. وبواسطة هذا القانون الذي يشد جزئيات الماء إلى بعضها البعض تبقى البحار متماسكة أيضاً. لأن قوة التوتر السطحي هذه وهي القوة التي تشد جزيئات الماء تتغير مع كثافة الماء ودرجة حرارته ونسبة الملوحة فيه وغير ذلك من العوامل.


    فتجد أن النهر العذب له خصائص تختلف تماماً عن البحر المالح، وبالتالي هنالك اختلاف كبير بين قوة التوتر السطحي للماء العذب وتلك الخاصة بالماء المالح. هذه القوى تلتقي عند التقاء مصب النهر مع البحر. فتعمل كل قوة ضد الأخرى!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    فتجد أن منطقة البرزخ أو منطقة الالتقاء للنهر مع البحر هي منطقة تدافع وتجاذب وحركة واضطراب وهذا ما عبَّر القرآن عنه بكلمة واحدة وهي (مَرَجَ). يقول عز وجل: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].


    وتأمل معي كلمة (حِجْراً مَّحْجُوراً) في الآية كيف تعبر عن جدار منيع وقوي وهذا ما نجده فعلاً، فهذه القوى الناشئة بين النهر والبحر في منطقة البرزخ هي جدار لا يمكن اختراقه.


    ومن علم ميكانيك السوائل نعلم بأن أي جدار يتم بناؤه يقوم على أساس دراسة القوى التي ستقع على هذا الجدار.لذلك نجد أن التعبير القرآني عن الحاجز بين النهر والبحر بأنه (حِجْر) تعبير دقيق من الناحية العلمية.


    كما أن هنالك فارقاً في قوى الضغط التي يسببها النهر على البحر والقوة المعاكسة التي يسببها البحر على النهر، وتكون النتيجة أن هنالك منطقة متوسطة هي البرزخ وعلى جانبيه ضغوط مختلفة يتحملها وكأنه جدار محصَّن وقوي.


    لذلك قال تعالى في آية أخرى: (أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل:61].


    ومن الكشوفات المهمة في علم البحار أن هنالك مسافة تفصل بين أي بحرين، فلا يطغى هذا على ذاك أو العكس.


    عندما يلتقي البحران عند مضيق ما يحافظ كل بحرٍ على خصائصه. فعلى سبيل المثال يلتقي البحر الأحمر مع المحيط الهندي في منطقة تسمى مضيق باب المندب.هذه المنطقة نجد لها خصائص متوسطة بين البحرين.


    فالبحر الأحمر له كثافة ودرجة حرارة ولزوجة تختلف عن المحيط الهندي، والأسماك التي تعيش هنا غير التي تعيش هناك. هذه المنطقة الفاصلة تسمى بالحاجز أو البرزخ.




    هذا البرزخ يشبه الجدار المتين الذي يفصل بين البحرين، وهو يسمح لماء هذا البحر بالمرور عبره لذلك البحر ولكن بعد أن يغير خصائصه بما يتناسب مع البحر الثاني.




    وبالتالي رغم اختلاط البحرين وامتزاجهما يبقى كل منهما مستقلاً عن الآخر في مواصفاته.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    هذا البرزخ الذي لم تتم رؤيته إلا بواسطة الأقمار الاصطناعية في نهاية القرن العشرين تحدث عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً. لنستمع إلى قول الله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) [الرحمن:19-20].



    إن هذا البرزخ يوجد أيضاً بين البحر المالح والنهر العذب عند التقائهما. فنجد أن الأنهار العذبة تصب في البحار المالحة، ورغم ضخامة البحر المالح لا يطغى على النهر العذب ولا يختلط به أبداً.



    ويمكن رؤية المنطقة التي تفصل بين الماء العذب والماء المالح بالأقمار الاصطناعية وهي تمتد عادة لعدة كيلومترات.



  10. #10

    زبد البحر


    إنها ظاهرة جميلة وقد تكون غريبة لمن يراها للمرة الأولى، فزبد البحر قد يتحول إلى كمية ضخمة من الرغوة يمكن أن تمتد لعشرات الكيلو مترات، لنتأمل هذه الصور....


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هذه صورة لزبد البحر، وهي ظاهرة معقدة تحدث في جميع البحار نتيجة امتزاج شديد لما تحمله مياه البحر من شوائب ومواد عضوية وأملاح ونباتات ميتة وأسماك متعفنة... مما يؤدي لتشكل رغوة خفيفة جداً، ولكنها تمتد أحياناً لمسافة خمسين كيلو متراً.


    ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأنها تشبه وضع كمية من الحليب في الخلاط وخلطه بسرعة فتتشكل رغوة، لا تلبث أن تتبدد في الهواء.



    وكلما كانت حركة الأمواج أعنف، كانت كمية الزبد أكبر وأخفّ.


    ومن الحقائق العلمية حول هذا الزبد ما يلي:


    1- إن الزبد لا يتشكل إلا في حالة الحركة السريعة التي تحدث نتيجة إعصار أو نتيجة السيول العنيفة. وتتشكل دائماً على سطح الماء في الأعلى.


    2- إن وزن هذه الرغوة أو الزبد خفيف جداً ويتطاير في الهواء مثل البخار.


    3- إن كمية صغيرة من الماء تكفي لتشكيل كمية كبيرة من الزبد، أي أن الزبد ليس له قيمة أو وزن أو فائدة!



    هذه الظاهرة تناولها القرآن الكريم في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) [الرعد: 17].


    ولو تأملنا هذه الآية وجدناها تتطابق مع الحقائق العلمية:
    1- إن الزبد يتشكل نتيجة سيلان الماء عبر الوديان بحركة سريعة وعنيفة، ومن المعلوم للجميع الآثار المدمرة للسيول، وبالتالي فإن الآية تصف لنا طريقة تشكل الزبد كنتيجة لحركة الماء السريعة: (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا)، وانظروا معي إلى كلمة (رَابِيًا) والتي جاءت من فعل ربى يربو أي كبُر، وبالفعل يقول العلماء إن الزبد هو عبارة عن رغوة مليئة بالهواء، وتكفي كمية قليلة من الماء لإنتاج كمية كبيرة من الزبد.



    2- تشير الآية إلى قانون فيزيائي معروف لدى علماء الفيزياء، وهو قانون الكثافة، حيث نجد المادة الأثقل تغوص إلى الأسفل بفعل الجاذبية الأرضية، أما المادة الأخف فترتفع إلى الأعلى. ويمكن تسريع هذه العملية باستخدام الحرارة.


    لذلك تقوم المعامل بصهر الحديد الخام لتنقيته من الشوائب، فبعد رفع درجة الحرارة إلى حد معين تبدأ الشوائب الموجودة مع الحديد بالتحرك للأعلى وتشكل رغوة (أو زبد) يتم تصريفه من فتحات خاصة. أما الحديد الصافي فيتجمع في الأسفل. وهذه الخاصية تنطبق على جميع المواد في الطبيعة.



    وقد أشار القرآن إلى هذه العملية بقوله تعالى: (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ)، ولو قمنا بمقارنة لدراسة تشكل الرغوة الناتجة عن البحار أو السيول، ودرسنا الرغوة المتشكلة في مصانع الحديد الخام (الفرن العالي) فإننا نجد العمليات الفيزيائية ذاتها تحدث في كلتا الحالتين! وهذا وصف دقيق للقرآن لا يمكن أن يكون قد صدر من إنسان أمي لم يختبر البحار والسيول ولا طرق صناعة الحديد أو الذهب!


    3- في قوله تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً)، لو تأملنا طريقة ذهاب الزبد نجد العلماء يقولون إنه بمجرد أن تهب عليه نسمات من الهواء فإن الزبد يذهب ويتطاير ويجفّ، لأنه أساساً عبارة عن رغوة خفيفة أو فقاعات هواء! أي أن التعبير القرآني دقيق علمياً.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    زبد البحر والذنوب
    استخدم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم تشبيهاً دقيقاً علمياً عندما شبَّه الذنوب الكثيرة بالزبد، وذلك عندما قال: (من قال "سبحان الله وبحمده" مئة مرة حُطّت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)! وهناك أحاديث كثيرة استخدم النبي فيها هذا التشبيه من أجل التعبير عن كثرة الذنوب وكيفية إلغائها، وقد استخدم النبي هذا التشبيه ليرسل لنا رسالة وهي أن الذنوب العظيمة مهما كبُرت وكثُرت، فإن ذكر الله والأعمال الصالحة تزيل هذه الذنوب بسهولة كما يزول زبد البحر بسهولة!

    ـــــــــــــ
    بقلم عبد الدائم الكحيل


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ماذا تعرف عن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المعجزة .....؟
    بواسطة راما في المنتدى فرسان السيرة النبوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-16-2016, 04:54 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-12-2013, 07:22 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-15-2012, 07:39 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-19-2012, 03:12 AM
  5. ((الله أكبر الله اكبر في الذكرى الأولى للثورة السورية المباركة))
    بواسطة محمد اسعد بيوض التميمي في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-13-2012, 07:41 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •